سياسية

حزب سوداني شمالي يؤيد الانفصال

لم تكتف الساحة السياسية السودانية باستقبال مزيد من المتناقضات الكبيرة، بل فتحت أبوابها لاستقبال حزب يتبنى برنامجا ظل مرفوضا لكافة الأحزاب السياسية حتى الآن وهو فصل الجنوب وتقسيم البلاد إلى دولتين جنوبية وأخرى شمالية حرصا على هوية كل منهما كما يدعي.

ويبرز حزب منبر السلام العادل الجديد في أهدافه ما سماه الرؤية الجديدة لبناء السلام في البلاد، من خلال السعي لإعادة هيكلة السودان جغرافيا وسياسيا على أسس موضوعية تقوم على التوافق الثقافي والاجتماعي والنفسي لأهله.

ففي حين لزم المؤتمر الوطني والحركة الشعبية شريكا الحكم بالبلاد الصمت حيال دعوة المنبر إلا من مناوشات هنا وهناك، أكد قادة الحزب الجديد أن مسيرهم لن يكون سهلا في كيفية إقناع الآخر بضرورة التعامل بعقل راشد وناضج لمآلات الأوضاع بالبلاد.

أغلبية صامتة

واستبعدوا إمكانية تعرض حزبهم لحرب سياسية من آخرين أو رفض المجتمع السوداني لما يطرحون، بل أشاروا إلي أنهم سيعولون على الأغلبية الصامتة والتي لم تستفت من قبل في ما إذا كانت بحاجة إلي إقليم معاد استنزف ويستنزف البلاد كل يوم أم لا.

وفيما يرى مجلس الأحزاب والتنظيمات السياسية بالسودان أنه لا توجد عوائق تمنع تسجيل الحزب ضمن منظومة الأحزاب التي يحق لها ممارسة نشاطها العلني في البلاد بعد استيفائه الشروط المطلوبة، دعا قادة الحزب المواطنين للانضمام للفكرة الجديدة والتخلي عن التمسك بماض غير مشرق بين الشمال والجنوب.

فقد اعتبر رئيس هيئة شورى الحزب الجديد عبد الرحمن فرح أن حزبه أصبح الآن ضمن الأحزاب المعترف بها، وبالتالي فإنه سيمارس نشاطه مثل الأحزاب الأخرى بالبلاد ودون اعتراضات من أي جهة.

وقال للجزيرة نت إن منبر السلام العادل سيعمل على تنفيذ برنامجه الذي وعد به دون تخوف “بل سنحاول كسب مزيد من الجماهير الواعية لهذا البرنامج”.

أما ساتي محمد سوركتي نائب رئيس الحزب فأكد أن حزبه يطرح أفكارا سياسية منطقية ومبررة، مشيرا إلى أن الناس مجبولون على استصحاب الراهن من الحياة.

مقاومة التجديد

وقال للجزيرة نت إن منبر السلام العادل يسعى لإبعاد الناس في السودان من مقاومة التجديد “لأن دعوتنا في حجيتها أكبر من الخوف من العواقب المهددة للحزب في مقبل الأيام”.

وأضاف “الذي نقوله هو مكنون الأغلبية العظمي من الشماليين والجنوبيين فإذا ما اتفقوا في هذا فلا توجد إرادة تقاوم ما تقره الأغلبية”.

ولم يستبعد سوركتي إمكانية التحالف في الانتخابات المقبلة مع أي حزب “يستطيع تنفيذ برنامج منبر السلام العادل على أرض الواقع”.

أما رئيس المنبر السابق بابكر عبد السلام والذي رفض الانضمام للحزب الجديد لالتزامه لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، فقد أكد أن فكرة المنبر لم تكن بحاجة إلى تسجيل حزب سياسي وإنما هي فكرة لبرنامج عريض يضم الجميع من الداعمين له من كافة الأحزاب السياسية السودانية.

وقال إن هناك تعاطفا كبيرا من الجنوبيين مع برنامج التيار، وبالتالي فإن تسجيله كحزب سياسي سيوقف كثيرا من الدعم المعنوي الذي كان يجده من عدة جهات. وأشار بحديثه للجزيرة نت أن الطرح الحقيقي الذي يتبناه “هو السلام العادل من خلال وحدة حقيقية أو انفصال يمنع إلغاء الآخر بأي شكل من الأشكال”.

بينما اعتبر الخبير السياسي محمد نوري الأمين أن تسجيل الحزب حق شرعي لكافة المؤهلين له. لكنه استدرك بالقول إن السودان بحاجة إلى الوحدة أكثر من الانفصال “بالرغم من الحجج المعقولة للحزب”.

وقال للجزيرة نت إن هناك من يضع الدعوة في إطار متطرف مما يمنع الرؤية الحقيقية لها، مشيرا إلى أن من حق الجنوبيين والشماليين أن يستشاروا في تقرير ما إذا كانوا سيعيشون مع بعضهم أم لا.
المصدر: الجزيرة نت