الطاهر ساتي
الإستبقاء أو.. مدخل الفساد الإداري ..!!
** عزيزي الأخ الكريم ……… السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد .. في بداية هذا العام ، بناء على توصية مجلس إدارة الهيئة العامة للمياه ، وافق السيد وزير المالية على أن يستمر المهندسون الذين تخطوا سن الستين ويعملون في مشروعات المياه الممولة بقروض أجنبية ، ويتقاضون مرتباتهم الشهرية خصما على تلك المشاريع ، وهم : ح أ ، م ص ، س ب ، ع أ ، م ع .. أما بعد هذا العام ، إذا لم يتم التجديد لهم سنعمل على حل الهيئة العامة للمياه ونقل كل من يرغب من العاملين فيها للعمل بالولايات وتصفية الهيئة العامة ، وعليه الرجاء التوجيه .. وتقبلوا فائق الشكر والتقدير .. وزير الري والموارد المائية ، 15 سبتمبر 2008 ) ..هكذا جوهر الرسالة : إلزام الهيئة باستبقاء بعض المحالين للمعاش – وعددهم خمسة – أوحلها وتصفيتها وتوزيع العاملين فيها للولايات .. لحظة إطلاعي على الرسالة سألت نفسي : بم يتميز هؤلاء الخمسة المحالين للمعاش عن مهندسي السودان ، العاملين منهم والخريجين الباحثين عن العمل ، حتى يضعهم الوزير في كفة موازية لكفة الهيئة العامة للمياه ، بحيثوا يستمروا حتى بعد سن المعاش أو تذهب الهيئة العامة كلها غير مأسوف عليها ..؟.. هكذا سألت نفسي ، ولم أجد الإجابة .. !!
** المهم ، لم أقف عند ذاك السؤال طويلا ، وكما ذكرت ذاك نموذج فقط لاغير .. والنماذج كثيرة ..منها مايحدث من إستبقاء في ديوان المراجع العام ذاته ، حيث المراجع تجاوز فترته القانونية التي ينص عليها قانون الديوان قبل كذا سنة ، وكذلك نوابه ..وهذا أيضا على سبيل المثال لا الحصر .. وهذا وذاك ، وغيرهما كثر ، يعملون ما بعد سن المعاش أو لائحة المؤسسة بواسطة : الإستبقاء ..أي ، يازول واصل شغلك ، معاش شنو ، لائحة شنو ، قانون شنو .. أوهكذا للأسف يستخدم البعض هذه الثغرة المسماة بالـ : إستبقاء .. وهو إستخدام يضر بالكثيرين ، وكذلك فيه هضم لحقوق الآخرين الذين ينتظرون دورهم في الترقي أو العمل .. فالإستبقاء الإيجابي عند الضرورة ولفترة زمنية محددة حالة إستثنائية تستخدم في نطاق ضيق جدا ، أي فى حال أن يكون خبيرا ما بدأ مشروع عمل ما ، وعليه أن يكمله في فترة زمنية محددة ، واذا حان موعد إحالته للمعاش قبل إنتهاء عمله وفترته الزمنية ، هنا لاضرر ولاضرار من الإستبقاء ..ولكن لا أفهم إستمرار إستبقاء موظف عادي أو عامل عادي أو حتى مهندس عادي ، بلا أى سبب مقنع ، عاما تلو الآخر حتى يصل السبعين عمرا أو يزيد ، وخاصة حين يكون الاستبقاء هذا على حساب فرصة عمل يجب أن يحظى بها خريج جديد ، أو حين يكون خصما من ميزانية مشروع ما ، كما فى النموذج أعلاه .. وهكذا .. فالإستبقاء سلاح خطير ، خاصة حين يستخدم بعشوائية وبلا ضرورة ، وهنا يصبح هذا الإستبقاء مدخلا للـ…( فساد الإداري )….!!
إليكم – الصحافة الاثنين 20/04/2009 .العدد 5680