أبشر الماحي الصائم

كروت السيد كرتي

[JUSTIFY]
كروت السيد كرتي

*أتساءل هنا على خلفية الاتهامات المتبادلة بين الدولتين السودانيتين في الفترة الأخيرة التي قالت ببعض التدخلات والاختلالات، أتساءل إن كانت ثمة مراجعات دبلوماسية قد جرت بعيداً عن عدسات الإعلام سيما في السودان الشمالي!
*أتصور أن الدبلوماسية الحاذقة ليست هي التي تتخندق في خندق ثابت، ولكنها التي تقف دائماً في الزواية الصاح التي تكون بمثابة أفضل مكان يمكنها من قراءة مصالحها في الطرف الآخر.
*وفي حالة دولة جنوب السودان التي لا تقف على أرض صلبة ثابتة، تحتاج دبلوماسيتنا في المقابل أن تسمح لنفسها بشيء من الحركة والمرونة إزاء دولة تنهض على أرض هشة متحركة، فمياه كثيرة على الأقل قد مرت من تحت جسر الأحداث منذ أن اتخذنا موقعنا الأول.
*في بادئ الأمر قالت دبلوماسيتنا الرسمية أنها مع (شرعية الدولة) التي يمثلها الرئيس سلفاكير، وبطبيعة الحال هذا الموقف يعني أنك لست مع الجانب الآخر الذي يعد رسمياً متمرداً على الدولة!
*لكننا في مرحلة لاحقة رأت دبلوماسيتنا أن تقف على مسافة واحدة بين الفريقين، على أن الذي يجري في السودان الجنوبي هو في المقام الأول والأخير (شأن داخلي)، بل ذهبنا أكثر ونحن ننادي (الفرقاء في الجانبين الاحتكام لصوت العقل بدلاً عن البندقية)، ومن ثم ذهبنا في ركائب (مجموعة الإيقاد) لأجل التصالح.
*وبتقديري أن عملية اتخاذ المواقف تجاه هذه الرمال المتحركة في الجنوب تبدو شيئاً مرهقاً وشاقاً، ذلك إذا ما قمت بعمليات (فك وتركيب) لكل المشاهد والسيناريوهات المحتملة على هذا النحو المربك.
*الجانب الحكومي الذي يتزعمه الرئيس سلفاكير وإن كان قد نجح في جعل النفط يتدفق وينتظم، ففي المقابل لم يستطع أن يفعل شيئاً تجاه (الجبهة الثورية) المهدد الأكبر لاستقرار الشمال والمستنزف الأشهر لمواردنا! وغير معروف على وجه الدقة إن كانت الدولة الجنوبية غير قادرة على فعل ذلك، إما أنها لا تريد أن تفعل ذلك وهي توظف الجبهة الثورية في قتالها مع متمرديها، ذلك عندما يكون متمردونا هناك أصدقاء للنظام الرسمي، فسنفكر ساعتها ألف مرة في إمكانية (جعل متمرديهم أصدقاءنا) والشيء بالشيء والباديء أظلم!
*من الأشياء المربكة أيضاً أن العدو التاريخي الأفريقي للخرطوم يقف بقوة مع السيد سلفاكير، وأعني هنا السيد موسيفيني العدو اللدود، وإن سمح الآن لسلفاكير المتحرك مع الخرطوم، فذلك لبعض الوقت بطبيعة الحال والمرحلة.
*وفي المقابل إن مأزقنا مع السيد رياك مشار يكمن في أن حلفه يضم ألد أعداء الخرطوم، المجموعة التي تحاكم الآن في جوبا بجريرة الانقلاب والتي يتزعمها السيد فاقان أموم صاحب أطروحة (السودان الجديد) ! أو الأكثر تمسكاً بها.
*مخرج..
وفي حالة دولة (النوير المرتقبة) فعلى الأقل أن عقبة أبيي الكؤود التي تديرها قبيلة دينكا نقوك قد يسهل تجاوزها..!

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]