مصطفى أبو العزائم

طوق نجاة.. وربيع سوداني

[JUSTIFY]
طوق نجاة.. وربيع سوداني

في يوم واحد، وبفارق ساعات قليلة يحتفل الاتحاد العام للصحافيين السودانيين باليوم العالمي لحرية الصحافة عند الثانية عشر ظهر السبت القادم الثالث من مايو المقبل بداره في المقرن، تحت شعار (حرية التعبير حق للجميع) من خلال ندوة كبرى حول ضمانات حرية التعبير والصحافة في الدستور القادم بالتعاون مع الاتحاد العام للمحامين السودانيين.

وفي عصر ذات اليوم ولكن في الخامسة عصراً يعقد حزب التحرير- ولاية السودان- مؤتمره العالمي تحت عنوان (طوق النجاة- رؤية اسلامية صادقة حول المعالجات الصحيحة لمشاكل السودان دون انتكاسات الربيع العربي) وذلك بقاعة الصداقة في الخرطوم، بمشاركة عدد من المفكرين والسياسيين من ارجاء شتى لطرح (رؤية اسلامية متميزة حول جملة من القضايا المهمة التي تمس الأمة الاسلامية بعمومها والسودان على وجه الخصوص) أو كما جاءت الدعوة التي تسلمتها بالأمس.

ربطت بين الأمرين، إذ هما وجهان لقضية واحدة اسمها (حرية العمل السياسي والفكري) تتناولها كل جماعة أو منظمة أو تنظيم وفق رؤيتها الفكرية من زاوية واحدة أو من عدة زوايا.

حرية الصحافة، هي مطلب كل الصحافيين دون استثناء، فالحريات تنعش الفكر وتحيي القدرة على التحليل الذكي بعيداً عن السيوف المسلطة على الرقاب وبعيداً عن المحاذير والمحظورات.

نعم.. حرية الصحافة تنعش الفكر وتزيد من الإبداع الذي يغيب مع غياب هواء الحرية.. ثم أنها تنعش سوق الصحافة والصحف لتصبح معبرة بحق عن حركة المجتمع، وعاكسة لقضايا وهموم الناس، وناقلة لرأي السلطات وسياساتها وأفكارها، ومروجة لانجازاتها وناقدة لاخفاقاتها.

الحريات هي طوق النجاة، أما الربيع العربي الذي شهدته بعض الدول الشقيقة، فإنه مثلما قيّمه حزب التحرير، كان انتكاسة لم تهوِ بافكار الثورات والانتفاضات الشعبية، بل هوت بركائز ومقومات الدولة في كثير من تلك الدول، وتسعى إلى تقسيمها وتجزئتها وإضعافها، مثلما حدث ويحدث في ليبيا وسوريا ومصر وتونس واليمن، ومثلما أرادت قوى خفية (معلومة) أن تفعل ذلك في العراق، ثم السودان، ومثلما تم تدمير عدد من الدول مثل الصومال وغيرها.

نعم.. الحريات هي صمام الأمان، والحريات أمر يتوافق عليه الجميع، ولا تفرضه جهة أو حزب على الآخرين من وجهة نظر واحدة.. وطريق التوافق يبدأ بالحوار.. والحوار هو ما يقي بلادنا الانتكاسات التي يخشاها البعض.

وددت أن أكون حاضراً ومشاركاً في الندوة والمؤتمر، لكن إرادة الله قضت بأن أكون خارج البلاد في عمل ليس ببعيد عن الحريات والديمقراطية والسلام.. ورأيت أن أكون أحد الداعمين لدعوة الحوار التي أطلقها السيد رئيس الجمهورية، والتي بدأت بالفعل منذ السادس من أبريل الحالي، مع الأمنيات بأن يجمع الله كلمتنا، ويوحد صفنا، فالاستهداف كبير.. فالحوار هو ربيعنا السوداني.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]