“تويتر” يطلعك على ما يفعله الآخرين!
الأخبار التي يبثها موقع “تويتر” ترددها الألسن.. إذ يشهد موقع تويتر حالياً إقبالا منقطع النظير من قبل مستخدمي الإنترنت. ذاع صيت موقع تويتر مؤخرا أثناء المظاهرات العارمة التي صاحبت الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة ، حيث تردد اسم الموقع على لسان قارئي نشرات الأخبار في مختلف المحطات التليفزيونية التي أذاعت تقارير إخبارية عن هذه المظاهرات استناداً إلى الأخبار التي بثها مستخدمو الموقع الإيرانيون.
وقبل هذه الأحداث لم يكن الموقع معروفاً حتى لدى كثير من مستخدمي الإنترنت أصحاب الباع الطويل. ومنذ ذلك الحين أخذ مستخدمو الإنترنت يتساءلون: ماذا عساه أن يكون هذا الموقع؟ وكيف يمكن للمرء استخدامه؟ ولدى خبراء الكمبيوتر والإنترنت الإجابة على هذه التساؤلات: موقع تويتر.. هو موقع للتواصل الاجتماعي ومصدر مهم لأحدث الأخبار يتسم بسهولة الاستخدام.
What are you doing now أو “ماذا تفعل الآن؟” هو أول ما يظهر للمستخدم بعد استدعاء حسابه الشخصي الذي أنشاه على موقع تويتر www.twitter.com. ولعل ذلك يوضح الفكرة الأساسية التي يقوم عليها هذا الموقع.. فاهتمام الموقع ينصب في المقام الأول على إطلاع الآخرين على ما يفعله المرء حاليا.
ويقدم موقع تويتر لمستخدميه خدمة تدوين مصغر تتيح لهم إمكانية إرسال تحديثات Tweets عن حالتهم بحد أقصى 140 حرفاً. ويمكن للمستخدم إرسال هذه الرسائل عبر الموقع نفسه مباشرة أو عن طريق رسالة نصية قصيرة SMSعبر الهاتف الجوال.
وتشبه هذه التحديثات Tweets الرسائل النصية القصيرة SMS إلى حدٍ كبير، غير أن الفارق الوحيد بينهما يتمثل في أن التحديثات Tweets لا يتم إرسالها إلى شخص واحد فقط مثلما هو الحال بالنسبة لرسائل SMS وإنما إلى كل من يهمه الأمر، حيث يتم نشر هذه الرسائل على صفحة المستخدم على الموقع.
ويمكن للمستخدم المشاركة بشكل سلبي ، أي الاكتفاء بالإطلاع على الرسائل التي يرسلها المستخدمون الآخرون ، وذلك بأن يسجل المرء نفسه في قائمة الأصدقاء الخاصة بهم Follwer “المتتبعون”. كما يستطيع المستخدم المشاركة بشكل إيجابي من خلال إرسال تحديثات حول حالته للمتتبعين المسجلين لديه في قائمة الأصدقاء الخاصة به. جدير بالذكر أن هذه الخدمة مجانية وتتاح للمستخدم بمجرد إنشاء حساب خاص به على الموقع.
ومن السمات المميزة لموقع تويتر أنه غير مصمم ليخاطب فئة بعينها ، وإنما يستهدف الانتشار بين شتى الفئات والأطياف الاجتماعية. وبناء عليه يستطيع المستخدم تتبع التحديثات الخاصة بالمجلات والصحف والمؤسسات والهيئات والساسة ومشاهير الفن والرياضة كما لو كانوا أصدقاءه أو أقاربه.
وتجدر الإشارة إلى أن جميع التحديثات التي يشترك فيها المستخدم تظهر له في صفحته الشخصية بترتيب زمني. غير أن المستخدم بمقدوره إعادة تشكيل هذه التحديثات كما يتراءى له.
ويتساءل كثير من مستخدمي الإنترنت عما يمكن أن يقدمه الموقع من خلال خدمة الرسائل القصيرة التي لا تتعدى 140 حرفاً. غير أن تويتر أثبت في الفترة الأخيرة أنه بإمكانه أن يقدم الكثير لمستخدميه وأن أهميته لا تنحصر في كونه موقع للتواصل الاجتماعي فحسب.. فأثناء الانتخابات الرئاسية الإيرانية الماضية برز موقع تويتر بشدة وأثبت أنه بمقدوره القيام بمهام أخرى وأن يلعب دوراً بارزاً في تغطية الأحداث الجارية على الساحة العالمية ، حيث استغل المعارضون الإيرانيون والمواطنون البسطاء الإمكانيات الكبيرة لموقع تويتر في نقل صورة حية للعالم عن أحداث الانتخابات الرئاسية من خلال إرسال رسائل قصيرة إلى الموقع تحتوي على روابط لصور ومقاطع فيديو تعطي صورة واضحة عما حدث.
واستندت كثير من المحطات التليفزيونية إلى هذه الرسائل والصور ومقاطع الفيديو التي بثها المواطنون وأنصار المعارضة على موقع تويتر في تغطياتهم الإخبارية لأحداث الانتخابات الإيرانية، وإن كانت قد أبدت تحفظاتها على مصداقية هذه الأخبار.
واعتبر عشاق موقع تويتر استناد المحطات التليفزيونية إلى الرسائل والصور ومقاطع الفيديو المنشورة على الموقع دليلا ًدامغاً على الإمكانيات الهائلة للموقع والدور الذي يمكن أن يضطلع به من الآن فصاعداً. إلا أن بعض الخبراء أشاروا إلى أنه لا يمكن الجزم بمصداقية الأخبار التي يبثها موقع تويتر.
ويتساءل كثير من مستخدمي الموقع الجدد الذين ليس لديهم في جعبتهم أخبار تهز العالم عن كيفية جذبهم لمتتبعين. وتجيب عن هذا التساؤل ساشا لوبو ، مؤلفة وكاتبة نصوص إعلانية ومُدونة ألمانية شهيرة، بقولها: “من يرغب في اجتذاب متتبعين للرسائل التي يبثها على الموقع، ينبغي أن يكون غزير المعلومات ويتمتع بروح الفكاهة والقدرة على النقد الساخر.” وتشير ساشا أيضا إلى إمكانية إرسال طلب صداقة إلى المستخدمين الذين لديهم عدد كبير من المتتبعين في حسابهم الشخصي. فإذا وافق هؤلاء المستخدمون على طلب الصداقة ، فلن يقل عدد المتتبعين على حد قول ساشا – الذين سينضمون للحساب الشخصي لمرسلي طلبات الصداقة عن 50 إلى 60 متتبع.
وتنصح ساشا مستخدمي موقع تويتر بضرورة استخدام الموقع بشكل يعود بالنفع على دائرة المعارف والأصدقاء الذين يتواصل معهم المرء عبر الموقع. وتضيف ساشا أن هذا الأمر متروك للمستخدم وتقديره الشخصي ، فهو أكثر من يعرف اهتمامات أصدقائه.. فالبعض يهتم بالتفاهات وسفائف الأمور ويشعر بالسعادة الغامرة عندما يقرأ رسالة تصف حالة أحد الأصدقاء “اشتريت حذاءً جديدا” ، في حين يرغب آخرون في أن يخبرهم أصدقاؤهم بموقع مفيد يمكنهم الاستفادة منه.
وتؤكد ساشا على أهمية تجنب الرسائل الإعلانية المتطفلة Spam وإرسال الروابط الشخصية والدردشة اللانهائية التي لا طائل من ورائها. كما تشدد على ضرورة توخي الحذر عند كتابة الرسائل مع مراعاة انتقاء الألفاط بعناية فائقة ، حيث إن هذه الرسائل يقرأها العالم كله ، مما قد يعرض المرء لمشكلات قانونية مثلا ًفيما بعد.
وفي هذا الإطار تنصح ساشا مستخدمي تويتر بتغيير إعدادات الموقع بحيث يتمكن فقط الأشخاص الذين يحددهم المستخدم من قراءة التحديثات التي ينشرها على الموقع. أما من يرغب في إرسال رسالة شخصية إلى أحد الأشخاص ، فيمكنه الاستفادة من خاصية direct message “رسالة مباشرة”.
وسيلاحظ المشترك في الموقع حديثاً وصول عدد كبير من الدعوات يرسلها إليه أشخاص لا يمت لهم بصلة. وفي هذا السياق تحذر شركة “سيمانتك” الرائدة في مجال تطوير برمجيات أمان تقنية المعلومات بمقرها فى مدينة “أشهايم” – بالقرب من مدينة ميونيخ بجنوب ألمانيا – مستخدمي موقع تويتر من قبول هذه الدعوات دون تدقيق النظر ، حيث قد تحتوي هذه الدعوات على روابط وهمية يتمكن من خلالها قراصنة الإنترنت “الهاكرز” من النفاذ إلى جهاز الكمبيوتر الشخصي ويسربون إليه برامج ضارة تمكنهم من التجسس على البيانات الشخصية. كما تشدد الشركة أيضا على ضرورة عدم فتح الملفات المضغوطة.
وتتوافر حالياً تطبيقات تتيح لمستخدم تويتر إمكانية استدعاء حسابه الشخصي مباشرة ودون الحاجة إلى تسجيل الدخول في كل مرة. ومن أمثلة هذه التطبيقات برنامج “تويتر فوكس” الذي يسمح لمستخدمي متصفح الإنترنت “فاير فوكس” باستدعاء الحساب الشخصي على واجهة المتصفح دون تسجيل الدخول. ويظهر نطاق كتابة التحديثات في الركن الأيمن السفلي لنافذة المتصفح.
ونظرا لضآلة حجم الرسائل يصلح موقع تويتر للاستخدام المتنقل، حيث يمكن التواصل مع الأصدقاء عبر الموقع من خلال أجهزة الهواتف الجوالة وأجهزة الهواتف الذكية.
ومن الملاحظ إقبال كثير من الشركات ورجال السياسة على موقع تويتر، حيث يحدوهم الأمل في الوصول إلى الفئات التي لم ينجحوا في التأثير عليها حتى الآن بالطرق التقليدية. وتؤكد ساشا على هذه الحقيقة ، موضحة أن كثير من الشركات ورجال السياسة باتوا يعتبرون موقع تويتر بمثابة قناة اتصال مهمة تتيح لهم التواصل مع الفئات التي لم يتمكنوا حتى الآن من جذبها إليهم. وتلفت ساشا الانتباه إلى أن إقدام الساسة والشركات على هذه الخطوة لا يكفل لهم بالضرورة تحقيق نجاح هائل بين أوساط المشتركين في موقع تويتر.. ولكنه قد يكون مفيداً جداً لكثير من مستخدمي تويتر، إذ يمكنهم بذلك الإطلاع على ما يجري على الساحة السياسية ، غير أنها تحذر من تحويل الموقع إلى منبر للشعارات الانتخابية.
المصدر :العرب اونلاين