مكي المغربي

في الطريق لمنتدى “الحرية والمسئولية”!

[JUSTIFY]
في الطريق لمنتدى “الحرية والمسئولية”!

دارت في ذهني العديد من الأفكار وأنا في الطريق إلى منتدى “الحرية والمسئولية” في قضايا الإعلام ولكن فكرتي الجوهرية هي أن الحديث عن تحميل الصحفيين المسئولية قد يراد به في بعض الأحيان تخفيف المسئولية من الحكومة.
حتى مهنية الصحفيين واستقامتهم ووطنيتهم وحفاظهم على الأداء السليم والممتاز و…
في كل ذلك الواجب الأول ثم الأول ثم الأول يقع على عاتق الدولة.
بدءا من الدراسة والتخريج الدولة هي المسئولة … لقد قدر الله أن اكون مسئولا عن تدريب الصحفيين في عدد من المواقع التي عملت فيها لاسيما رئاسة القسم السياسي في صحيفة أو صحيفتين وكنت البوابة الأولى لاستلام أعمال الصحفيين الجدد والمتدربين وعندها أحسست أن الخلل يبدأ من التعليم العالي ..!
صحفية متدربة تكتب لفظ الجلالة وهنالك نقطتان على الهاء هكذا (اللة) … وآخر يكتب (موثقف) بدلا من (مثقف) .. وثالث أو ثالثة يدون أشياء لا تخطر على بال أي مصحح أو مدقق لغوي في الدنيا فيكون الحل أحيانا هو حذف الفقرة أو إعادة “تأليفها” باتصال مع المصدر او بتكرار حديثه في موقع آخر بلغة مختلفة … تماما مثل الجراحة التجميلية بقطع رقعة من جلد الفخذ … لرتق الجرح في الخد!
والزمن احيانا لا يسمح إلا بهذه الحلول التي هي أقرب للفهلوة … وحسن التصرف ..!
السلوكيات المنتشرة في الصحف بالدمج بين الإعلان والمادة التحريرية … سلوكيات تبدأ في الجهات الرسمية وتفرخها الجهات “المانحة” ومعظمها إما جزء من الدولة أو تحت سيطرتها بالكامل.
الدورات التدريبية … إنتقاء الصحفيين لمرافقة المسئولين … عندما يقترب التشكيل الوزاري ويبدأ موسم المزايدات والتسويق بشتى الوسائل ..!
من الطرائف أن صحفيا في لحظة صفاء قال لجلسائه … أها يا جماعة رمضان على الأبواب والوزير الفلاني برة التشكيلة … نعمل شنو؟!
المطلوب هو ليس “ضد هذا المنهج” في التواصل بين الدولة والصحفيين ولكن المطلوب دراسة هذا المنهج وحسن توظيفه للاغراض المهنية وبمعايير معروفة ومراقبة وقد كتبت عن هذا من قبل … عمودا بعنوان “اكتبوني على رأس قائمة الدعم” ولكنني طالبت بان يكون الدعم بمعايير مختلفة مثل سداد رسوم الماجستير أو الدكتوراة لصحفي … كفالته في بعثة خارجية وفق معايير هو أهل لها ونتائج ملموسة للبلاد والعباد.
رعاية جوائز للصحفيين في شتى المجالات … رعاية برامج تغطيات وفيه حوافز وسداد مصاريف العمل … على سبيل المثال لو كان هنالك برامج تغطيات عن “العودة الطوعية” في دارفور ما المانع أن يكون تحت رعاية الدولة والمنظمات وربما “الدوحة” ذاتها وليأخذ الصحفيون نصيبهم في وديعة المليار دولار ولو بنسبة 1% … نحن رضيانين ولكن يبقى السؤال … وفق أي معايير وأي قناة يتم التواصل بين الدولة والصحفيين؟!
الخلل في هذا الجانب يبدأ من الدولة وينتهي في الدولة … وتحصد الآن ثماره ويجب أن تشرع في النقد الذاتي والتصحيح بدلا من البحث عن شماعة ..!
[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني