صلاح الدين عووضة

معارضة السجم والرماد ..!!!

[JUSTIFY]
معارضة السجم والرماد ..!!!

*لشاعرنا الدبلوماسي الراحل الحردلو ديوان شعر بعنوان (سندباد في بلاد السجم والرماد)..
*يعني أن بلاد (برة) التي جاس خلال شوارعها (الحمراء!!) – بحكم عمله كدبلوماسي – هي (مُسجمة ومُرمدة!!) ..
*ونساء بلادي يصحن عند رؤية ما لا يسر : (سجمي ، رمادي) ..
*وكيلا يظنن من يقرأ كلمتنا هذه من (الأعراب) أن نساءنا (يرطن) نقول أن السجم والرماد مفردتان عربيتان ذواتا فصاحة ..
*فالسجم هو انهمار الدمع من العين ، أو الدمع نفسه ..
*والرماد هو ما تخلف من احتراق المواد ..
* فالسودانيون – في مفارقة عجيبة – هم الذين (عاميتهم) العربية أقرب إلى لغة الضاد من بين الـ(مفاخرين!!) بالعروبة أجمعين ..
*هم كذلك رغم مشكلتهم المزمنة مع حرفي (الغين) و (القاف) ..
*وبعد مقدمتنا هذه التي (سجمتها) دماً عينُ قلمنا على (رماد) ورقنا نقول إن أكثر المعارضين بؤساً – في العالم كله – هم معارضو بلادي ..
*فمن بين (أدوات) المعارضة المألوفة في الدنيا بأجمعها لا يملك معارضونا هؤلاء منها سوى (الحلاقيم !!) ..
*فلا جماهير عندهم ، ولا حراك ، ولا إعلام ، ولا صدقية ، ولا حتى (الديمقراطية) التي يطالبون (مُجهضيها!!) بها ..
*وعن حزب الأمة – تحديداً – تنبأ شهيد الصحافة بأنه لن يجد عما قريب من يدافع عنه سوى رباح الصادق ..
*وبنى الراحل نبوءته هذه على (حقيقة) ظهور نذر (هيمنة عائلية) أوحت بقرب انفضاض (أشاوس) الإعلاميين من حول الحزب فضلاً عن (عتاة) القياديين كذلك ..
*فما عاد حسن إسماعيل (هناك) ؛ ولا الجميل الفاضل ، ولا عبد القوي حامد ، ولا أحمد سر الختم ، ولا عمر الحلاوي ، ولا عبد الرسول النور ..
*و(صمت) كلٌ من محمد فول ، وفتحي مادبو ، وخالد عويس ..
*بل حتى رباح هذه فترت همتها عن مهمة (التصدي) – هذه الأيام – بعد أن وجدت نفسها (وحيدة) في ساحة المنافحة عن الحزب وزعيمه ..
*وضاعف من ثبوط همتها – ربما – إرتماء إثنين من أخوانها في حضن النظام الذي انتزع أباها من (حضن) السلطة ..
*أو انتتزع السلطة من (حضنه !!) ..
*والحزب الإتحادي لم (يبق!!) منه ما يشي بأنه (موجود) أصلاً دعك من يُحسب في عداد المعارضين ..
*وبقية الأحزاب – بما فيها الشيوعي – باتت تعتمد على (حناجر!!) قادتها لتقول عبرهم (نحن هنا) ..
*ورغم أن أحزابنا هذه كلها صارت محض أحزابٍ (حلقومية!!) إلا أنها – ويا للسخرية – تجد من (قوة العين) ما تشترط به على الإنقاذ الأمر هذا أو ذاك ..
* تشترط ما تتمنى أن تفكك به الإنقاذ نفسها من أجل (سواد عيون) رموزها الـ(جالسين على رصيف الإنتظار!!) ..
*فقط يجلسون على الرصيف في إنتظار أن يقول (القدر!!) كلمته بعد أن أضحوا (عديمي الحيلة) إلى حد (الهوان) ..
*ألم أقل لكم إنها معارضة (السجم والرماد) ؟!!!!
[/JUSTIFY]

بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة