نور الدين مدني
الزكاة وتقديرات السلطان
* نحمد الله أن أصبح الحديث عن هذه التطبيقات الجائرة التي لا تشبه من قريب أو بعيد الإسلام وعدله ومراعاته لظروف الناس المحيطة المتغيرة ، بل حدثت مراجعات إيجابية لما يمكن أن نطلق عليه فوائد القروض التنموية ، والآن يعترف عُرّاب التحرير الاقتصادي في بدايات عهد الإنقاذ وزير المالية الأسبق عبد الرحيم حمدي بأن الطريقة التي تمت بها خصخصة سودانير مأساة حسب إفاداته لـ(السوداني) في الحوار الذي أجرته الزميلة هويدا سر الختم ونشر بعدد الأمس.
* مع ذلك نتجنب الحديث في الموضوعات التي لها علاقة بالاجتهاد والتطبيق البشري للأحكام الإسلامية، التي ظللنا نقول أنها في جانبها التطبيقي البشري يمكن أن تخطيء، قلنا هذا تحديداً عندما جعلت الحكومة الزكاة التي هي ركن من أركان الإسلام شأناً حكومياً ينزعها ديوان الزكاة انتزاعاً من المواطنين وفق تقديرات تخطيء وتصيب.
* ظل المسلمون في بلادنا قبل تشريعات مايو ويونيو يؤدون شعيرة الزكاة دون سلطان يجبرهم على ذلك وكان يستفيد منها الأقربون الأولى بالمعروف ، ولا نريد أن نخوض هنا فيما أثير من قبل حول نصيب القائمين عليها الذي تضخم بالعمران والمخصصات على حساب الشرائح الأخرى التي تستهدفها الزكاة ولكننا نتحدث فقط عن أسلوب التقديرات التي تتم خاصة تجاه السودانيين العاملين بالخارج.
* نقول هذا بمناسبة الشكوى التي وصلتنا من المواطن ك. ع. م وهو صحفي يعمل بإحدى الصحف العربية بالخليج الذي حسب إفادته حُرم من السفر بقرار من مدير زكاة المغتربين بوقف إجراءات تأشيرة الخروج له لرفضه سداد الزكاة المفروضة عليه وفق تقديراتهم رغم أنه حسب قوله أيضاً أخذ سلفة براتب شهر حتى يتمكن من زيارة والده المريض.
* لن ندخل في تفاصيل ما تم، ولكننا نتساءل على أي أساس تتم تقديرات ديوان الزكاة وهل تأخذ في اعتبارها التزامات السودانيين العاملين بالخارج وأسرهم هناك والتزاماتهم تجاههم هنا ولماذا يُحرم من تأشيرة الخروج نتيجة لعدم سداده المفروض عليه من زكاة ؟[/ALIGN] كلام الناس – السوداني-العدد رقم:939 – 2008-06-24
noradin@msn.com