عبد اللطيف البوني

طق الحنك ولا طلق السلاح

[JUSTIFY]
طق الحنك ولا طلق السلاح

اليوم الأحد سوف تبدأ جلسات الحوار بين الأحزاب السودانية وبمبادرة من الحزب الحاكم عبر رئاسة الجمهورية. بالمناسبة الدكتور محمد يوسف احمد المصطفى ينادي بضرورة التفريق بين الحوار والمفاوضات فالحوار عنده في حالة صيرورة بغض النظر عن شكله وليس مطلوبا منه أن يصل الى نتائج محددة في وقت محدد بينما المفاوضات فيها أخذ ورد وصفقات ويجب أن تنتهي الى اتفاق بنقاط محددة لكن معليش يادكتور ود يوسف خلينا نلخبط ونقول حوار ثم نصل الى نتائج أكان تفكها شوية فخطأ شائع خير من صحيح مهجور.
قبل يومين كان هناك رهط كبير من الساسة حكومة ومعارضة في ام جرس الشادية لمناقشة مسألة دارفور التي طالت واستطالت وقضت على اليابس واليابس (لم يعد هناك شيء أخضر) ونادت تلك الملمة بضرورة إلحاق حركات دارفور المسلحة وبضرورة الانضمام لاتفاقية الدوحة التي أصبحت بين الرية والترية ثم هناك جولة محادثات في أديس أببا برعاية شيخ امبيكي بين الحكومة وقطاع الشمال وهذه الجولة تأتي بعد فشل الجولات السابقة والتي لم يكن فشلها مفاجأة لأي شخص في الدنيا. إذن ياجماعة الخير هناك حراك حواري ولا أحسن نقول تفاوضي يجري في أكثر من مكان وبين أطراف متعددة ومتنوعة وبالطبع هناك مفاوضات كثيرة غير معلنة ينخرط فيها الكثيرون بعضها داعم لتلك المعلنة وبعضها يسعى لعرقلة المعلنة.
عودة للحوار وإن شئت قل مفاوضات الأحد المعلنة التي صاحبتها ضجة إعلامية كبيرة وعلى حسب أقطاب الحزب الحاكم أنها مفاوضات لم تستثنِ أحدا أي أن بطاقات الدعوة خرجت من رئاسة الجمهورية لكافة الأحزاب السياسية بدءا من الأحزاب الكبيرة (أكبر من الوطني ذاتو) وانتهاء بأحزاب الهايس لا أظنها تحتاج لشرح – وعلى حسب قطب مؤتمرجي آخر فإن هناك حوافز سوف تظهر في لقاء الأحد اليوم ويتكهن الجميع أن تكون تلك في اتجاه فك الاحتقان السياسي للتمهيد للمزيد من التحاور والتفاوض فهذه مفاوضات اللاءات الثلاثة لا استثناء ولا أجندة مسبقة ولاسقف.
بغض النظر عن رأينا في هذه الأحزاب وهل هي الممثل الوحيد للشعب السوداني أم أنها في وادٍ والشعب في وادٍ إلا أن أي اتفاق إيجابي بينها سيكون في مصلحة الشعب السوداني الفضل فمن حيث المبدأ يجب الترحيب بأي لقاء وحوار ومفاوضات بين الناشطين السياسيين لأن طق الحنك أفضل مليون مرة من طلق السلاح ولكن الخوف كل الخوف أن يكون هذا التفاوض الغرض منه قطع الفرقة بفتح الفاء- وهذا يعني أن يكون أي طرف من أطراف التفاوض مضمرا لأهداف بعيدة غير معلنة ويريد من عملية التفاوض أهدافا مؤقتة أي التفاوض مجرد عمل تكتيكي بعبارة رابعة التفاوض بالنسبة له مجرد شراء وقت فإن كان ذلك فالنهاية المحتومة للتفاوض ستكون الفشل والأنكأ أن الحالة سوف تكون أسوأ مما كانت عليه قبل بدايات التفاوض او الحوار فالاحتقان المرتد أسوأ من المرض المرتد والمرض المرتد يفضي للقبر بخطوات أسرع من ذلك الأولاني فاللهم احفظ شعب السودان وأرض السودان واجمع كل السودانيين الحاملين السلاح واللابسين العمم على كلمة سواء.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]