عثمان ميرغني

قطر والسودان.. هل من جديد

[JUSTIFY]
قطر والسودان.. هل من جديد

الشيخ تميم بن حمد آلِ ثاني تستضيفه الخرطوم – هذه المرة – بعد اعتلائه عرش الإمارة في الشقيقة دولة قطر.. زيارة في وقت عصيب على البلدين اللذين يواجهان تحديات الخارطة السياسية الجديدة في الشرق الأوسط..

قطر قفزت فوق محدودية مساحتها وسكانها لتصبح لاعباً أساسياً ليس في إقليمها فحسب بل دولياً، لكنها تواجه الآن تحفظات علنية من داخل حرم بيتها الخليجي.. بعد أن سحبت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية سفيريهما من الدوحة.. إشهاراً لغضب خليجي نادر الحدوث.. غضب من توغل قطر في صناعة ورعاية الربيع العربي..

الخطوة السعودية والإماراتية رمزية تستهدف (لفت النظر) والعتاب على أمل أن تستدرك قطر الوضع وتنتبه إلى حقيقة أن الخليج العربي يعيش حالة (كونفدرالية) غير مكتوبة أو معلنة.. أهم بند فيها وحدة السياسة الخارجية لمنظومة دول الخليج العربي.. إلا أن خطورة الإجراءات السعودية والإماراتية أنها قابلة للتطوير وقد تمتد إلى خارج الخليج العربي بصورة تضر بمصالح دولة قطر الدولية..

السودان – في هذا الصدد- ليس بعيداً عن قطر.. فهو علاوة على الحضار العالمي السياسي والاقتصادي، بدأ يتلقى إشارات علنية مكشوفة من دول رئيسة في الخارطة العربية أهمها السعودية والإمارات علاوة على مصر.. اتخذت في الفترة الأخيرة سمة اقتصادية طالت العلاقات المصرفية بين السودان ودول كثيرة..

ولأن السودان يقف على ذات الضفة (الأيدلوجية) التي تناهضها السعودية والإمارات علناً.. ووصل الحال أن تعلن السعودية إجراءات احترازية ضد ما يسمى ب(الإسلام السياسي).. فإن إحساس حالة (إن المصائب يجمعن المصابينا) يلزم الطرفين (قطر والسودان) أن يبحثا عن معادلة تستوعب الهواجس الخليجية وتخاطب بصورة مباشرة (بل وعاجلة) المحاذير والمطلوبات الخليجية في المنطقة..

من السودان قد يكون مطلوباً – عربياً ودولياً- مراجعة علاقاته مع إيران.. ليس فقط من الزاوية العسكرية التي تظهر في التعاون البحري الذي ظهر في الزيارات المتكررة للقطع الحربية الإيرانية إلى ميناء بورتسودان.. بل حتى في الوجه السياسي الذي يجعل السودان دولة ذات خصوصية في علاقاتها مع إيران..

لكن السودان في إمكانه أن يخطو أكثر.. أن ينظر ببصيرة استراتيجية لما يسمى (الإسلام السياسي) ويعيد ترتيب الوضع السياسي الداخلي على منصة تستبعد استخدام الدين كبطاقة أو شعار سياسي محتكر لفئة أو حزب أو جماعة.. فالواقع أثبت أن (إسلامية) الحزب الشيوعي إن لم تزد فهي ليست أقل من (إسلامية) أي حزب آخر يتشح بالشعار سياسة أو تطرقاً (من طريقة)..

بالتأكيد السعودية وشقيقاتها الخليجيات لا تضمر تدخلاً في السياسات الداخلية في السودان.. وهذا ما ثبت على كر العقود الماضية.. لكن في المقابل يبدو أن منظومة الخليج ليست قادرة على انتظار ما قد تفي إليه سياسات السودان الخارجية.. التي بدأت تتقاطع مع مصالحها بصورة سافرة..

يبقى الانتظار لما تسفر عنه أول زيارة للشيخ تميم.. إلى وطنه الثاني السودان..

[/JUSTIFY]

حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]

تعليق واحد

  1. (( بالتأكيد السعودية وشقيقاتها الخليجيات لا تضمر تدخلاً في السياسات الداخلية في السودان.))

    [B][SIZE=3]و ماذا تسمي ما تفعله السعودية الآن مع السودان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ في ظني ليس تدخلاً فقط بل محاولة لفرض الهيمنة و جر السودان للتبعية!!!!!! و مخيّر الله.[/B][/SIZE]