مملكة المليك (2-2)
توقفنا بالامس عند نقطة مهمة للغاية وهي إشراف وزير الصحة الحالي بولاية البحر الاحمر الصادق المليك على قناة البحر الاحمر التلفزيونية، ذلك الامر الذي وبكل أمانة لم نستطع أن نفهمه ولا أن نعيه، خصوصاً اذا اصطحبنا فشل المليك في جعل تلك القناة جاذبة وهو على سدة الشأن الثقافي بالبلاد، فكيف بالله عليكم سيتمكن من جلب الجاذبية لها بعد مغادرته ذلك المنصب وانشغاله بأعباء وزارة جديدة..؟؟
التضارب الكبير والتنسيق ما بين الوزارة وإدارة القناة أمر بالغ الصعوبة وبه نوع من (استحالة التحقق)، لذلك كان من الاجدى لحكومة ولاية البحر الاحمر البحث عن اعلامي مناسب ليتولى مهام عمل تلك القناة ويتفرغ تماماً لها بالقدر الذى يجعلها ذات حضور في كل ولايات السودان، اما امر إيكال اداراتها للمليك ففيه إهمال كبير لها، وظلم كذلك للعاملين بداخلها لأن المليك لن يتفرغ لإداراتها او انتاج الافكار لها بعد أن اصبح زيراً للصحة، وهي حقيقة لابد أن تعلمها حكومة الولاية.
وبهدوء…نعود للمليك- وزير الثقافة السابق- ونحاول أن نرصد انجازاته التى حققها طوال إدارته للشأن الثقافي بالولاية، وللأسف لن نجد اي انجازات لذلك الرجل سوى انه استطاع جلب اكثر من (100) فنان عاصمي الى بورتسودان لإحياء امسيات مهرجاناتها، مع أن هذا الامر لا يعتبر انجازاً في حد ذاته، لأن المليك بتلك الدعوات، كلف خزينة الولاية مبالغَ كبيرة جراء التعاقدات مع هؤلاء الفنانين، تلك المبالغ التى كانت ستحل الكثير من مشاكل اهل الولاية البعيدين عن بورتسودان وجمالها، اولئك القاطنين في الاطراف، والمتدثرين بالشمس، والنائمين على سروج الصقيعة…نعم…هذه هي ابرز انجازات وزير الثقافة السابق بولاية البحر الاحمر الصادق المليك…ويا له من انجاز…وياله من اعجاز…!!!
الامر الخطير جداً والذى لم ينتبه اليه المليك وهو يقوم بإرسال الدعوات (الفاخرة) لفناني و(فنانات) العاصمة، انه تجاهل تماماً ثقافة الولاية، وتجاهل تماماً مشاكل مطربي الولاية، والذين هم الاساس في انجاح مهرجان السياحة، فالكل كان يأتي لبورتسودان ليستمع لابداعات دوشكا ورفاقه ويرقص على انغام اغنياتهم والحانهم الغارقة في التراث والموغلة في الاستثنائية، وبذلك استطاع المليك بتجاهله لاولئك ولمشاكلهم أن يتسبب في غياب ذلك الموروث والتراث الثقافي عن الحضور في ليالي المهرجان.
جدعة:
كثيرون يعتقدون أن لدينا مشكلة شخصية مع المليك، لذلك نقوم بتوجيه سهام النقد له، وهي مشكلة حقيقية لابد أن يسرع البعض الى العلاج منها، لأن الذى لا يفرق بين النقد الشخصي والنقد المهني لا يستحق على الاطلاق التوقف للفت انتباهه او تصحيح اي معلومة له، نقولها مرة ومرتين وثلاثا، لا مشكلة لنا مع المليك، مشكلتنا الحقيقية مع غياب الهوية الثقافية الحقيقية لولاية البحر الاحمر، ومشكلتنا هي أن يجمع المليك بين منصب وزير الصحة وبين المقرر العام لقناة البحر الاحمر، وقبل كل هذا مشكلتنا في (السلبية) التى تعامل بها مع قضايا مبدعي تلك الولاية والتى كشفت الكثير من (اغطية التستر).
شربكة أخيرة:
لم يضف المليك لقناة البحر الاحمر اي شيء، ولن يضيف بعد أن اصبح وزيراً للصحة، لذلك على حكومة ولاية البحر الاحمر الاسراع في ايجاد شخص مناسب ليقود دفة تلك القناة، وليتفرغ المليك الى مشاكل الصحة في الولاية فهو افضل له و…لمثقفي ومبدعي البحر الاحمر.
[/JUSTIFY]
الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني