ضرورات خلع ضرس العقل وبدائل عن زراعة الأسنان
يطرح أفراد من مختلف الفئات العمرية أسئلة حول صحة أسنانهم وفمهم، وحول عمليات خلع الضروس وبدائل زراعة الأسنان، ومسائل تبييض الأسنان بشكل آمن وغيرها. ونستعرض هنا عددا من هذه الأسئلة. خلع ضرس العقل > عمري اثنان وعشرون، وقد نصحني الطبيب بخلع ضروس العقل وذلك للحفاظ على أسناني ومنع حدوث أي تزاحم في المستقبل. هل تؤيد ذلك؟
ـ هذا سؤال تقليدي وشائع بين الناس وأطباء الأسنان. فعادة ما يعاني الناس من تزاحم في الأسنان الأمامية وخاصة بعد سن العشرين ويستمر التزاحم مع كبر السن. ويعتبر ذلك طبيعيا جدا كنتيجة لعدة عوامل اختلف العلماء في صحتها.
النظرية القديمة تلوم ضروس العقل كونها تبزغ في هذه الفترة من الزمان فإنها تضغط على الأسنان وتسبب تزاحمها. وشاع خلع ضروس العقل كإجراء روتيني لمنع تزاحم الأسنان وخاصة لهؤلاء الذين عدلوا الأسنان بالتقويم. وبعد دراسات أخرى أكثر حداثة أثبت العلماء أن السبب الحقيقي لا يعود إلى ضروس العقل وإنما إلى طريقة نمو الوجه والفكين وخاصة الفك السفلي، وأن نموه الذي يمتد إلى ما بعد عمر العشرين ونمو الأنسجة المحيطة يشكلان السبب في تزاحم الأسنان وليس ضروس العقل، لأن كثيرا من الناس الذين ليس لديهم ضروس عقل أو الذين خلعوها مازالوا معرضين إلى تزاحم الأسنان.
وفي ظل وجود هذه الدراسات انقسم أطباء الأسنان إلى من يؤيد النظرية الأولى وآخرين يؤيدون النظرية الثانية. والصحيح أن النظريتين صحيحتان ويمكن أن تقدما سوية، كسبب مشترك خلف تزاحم الأسنان. وبطبيعة الحال قد يختلف السبب باختلاف الإنسان ووضع ضروس عقله ونموه.
اختلف علماء الأسنان في ضرورة خلع ضروس العقل في مرحلة مبكرة وذلك من باب الوقاية من أضرار بقائها، فالبعض يؤيد خلع ضروس العقل مبكرا وذلك لسهولة خلعها قبل اكتمال تكونها، وكنوع من الوقاية ضد أي مضاعفات ممكنة ومنع حدوث تزاحم الأسنان والبعض الآخر يحرم خلعها إلا إذا كان هناك ما يستدعي ذلك، مثل التسوس أو التهابات اللثة المحيطة. وما يؤيد هؤلاء نشرة طبية حكومية صدرت في بريطانيا التي تمنع خلع ضروس العقل السليمة من دون ضرورة. وقد منع بالذات أطباء تقويم الأسنان من تحويل المرضى إلى جراحي الأسنان لخلع ضروس العقل تفاديا لتزاحم الأسنان. ويعود السبب كما تقول النشرة إلى خطورة المضاعفات المصاحبة لخلع ضرس العقل، من نزيف وإصابة بعض الأعصاب ومضاعفات أخرى خطيرة.
بدائل زراعة الأسنان > عرض علي الطبيب زراعة أسنان ولكنني خائفة من مبدأ الزراعة. هل توجد بدائل لزراعة الأسنان.. وكيف تتم الزراعة؟
ـ توجد بدائل لزراعة الأسنان ولكن السؤال المهم جدا هو لماذا لا تعتمد على زراعة الأسنان لتعويض أسنانك وخاصة أنها اليوم في أوج نجاحها ورواجها. إن زراعة الأسنان هي الآن الخيار الأفضل لفاقد الأسنان كون نسبة نجاحها تتعدى التسعين في المائة كما أنها أفضل من الطرق الأخرى التقليدية مثل وضع الجسور والتراكيب المتحركة. فالجسور يتم عملها لتعويض سن أو ضرس مفقود، ويتم تثبيتها على الأسنان المجاورة، ولذلك يتم نحتها وتنحيفها ومن ثم أخذ طبعة للأسنان المبرودة وذلك لتعويض السن المفقود. وفي المختبر يقوم فني الأسنان بصناعة الجسر. والواجب تحري الدقة في عمل التيجان، والتأكد من أن تكون حواف التيجان المصنوعة والقريبة من اللثة ملساء وليست ضاغطة على اللثة، ويسهل تنظيفها. والتراكيب المتحركة عادة ما تكون محرجة كونها سهلة الفك ويصعب ثباتها خاصة عند الأكل والكلام والبعض يعتقد أن زراعة الأسنان عملية صعبة ومؤلمة كونها تتم عن طريق غرس مسمار في العظم. ولكن هذا اعتقاد خاطئ، فالعملية غير مؤلمة تماما إذا ما تم عملها بالطريقة الصحيحة.
تتطلب عملية الزراعة قليلا من المخدر الموضعي ومن ثم تتم عملية الحفر بحافر خاص ومن ثم يتم غرس الزرعة وتركها لفترة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر لضمان تكون عظم كاف حولها ومن ثم يتم تركيب التاج الخاص بالزرعة.
ولضمان نجاح زراعة الأسنان يجب توافر شروط معينة وهي:
ـ أن يكون المريض صحيحا معافى من بعض الأمراض التي قد تؤثر في العظم مثل الحالات المتقدمة من مرض السكري، وهشاشة العظام. ـ وجود عظم كاف في العظم السنخي المراد الزرع فيه، حيث إن هذا العظم هو من النوع الوظيفي الذي غالبا ما يتآكل عند فقدان السن المغروسة فيه. ولضمان نجاح الزراعة يجب أولا استعاضة العظم المفقود ومن ثم إتمام الزراعة وهذا يتطلب الكثير من الجهد والمال والوقت. وفي البداية يجب فحص حالة الأسنان فحصا دقيقا والأهم معرفة حالة صحة المريض قبل الشروع في أي علاج. ـ بعد العظم المراد الزرع فيه عن التجاويف الأنفية وأعصاب الفك. ـ الاهتمام بنظافة الفم والأسنان ومحافظة المريض عليها بشكل دائم شرط مهم لنجاح الزراعة مثلها في ذلك مثل الأسنان الطبيعية والتي تتطلب نظافتها الدائمة. أفضلية الجسور ولكن أحيانا يفضل الطبيب الجسور أو التراكيب وذلك في ظروف معينة مثل: ـ عند رفض المريض فكرة الزراعة أصلا كونها نوعا من أنواع الجراحة والتي تخيف البعض مع العلم بأن هذا خطأ فادح، لأن زراعة الأسنان أفضل بكثير من الجسور وهنا يتطلب من الطبيب المعالج أن يبذل جهده في إقناع المريض بأهمية الرجوع عن هذا الخطأ. ـ عندما تكون الأسنان المجاورة للسن المراد تعويضها متهالكة وتحتاج في المقام الأول إلى تغطيتها بتيجان لضمان بقائها وفي هذه الحالة يفضل الأطباء الجسور على الزراعة.
ـ عدم وجود عظم كاف ووجود بعض الأمراض التي لا تسمح بزراعة الأسنان ـ عدم قدرة المريض على دفع تكاليف الزراعة، وبحثه عن طرق علاج أقل تكلفة. حيث إن زراعة سن واحدة تكلف ما بين ستة إلى ثمانية آلاف ريال سعودي، بينما يكلف الجسر الواحد دون أي علاجات أخرى ما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف ريال سعودي. تبييض الأسنان ـ أردت السؤال عن تبييض الأسنان، وماهو النوع الآمن منه ؟ وكم مدة استمراريته؟ وأي نوع تستخدمه الفنانات لتبييض أسنانهن؟ وهل الأسنان المتضررة من التبييض يمكن لها العودة إلى سابق عهدها؟
ـ إن نجاح تبييض الأسنان يعتمد على عوامل كثيرة منها طبيعة الأسنان ونوع ودرجة اصفرارها ونوع وتركيز المحلول المستخدم، والوقت المستخدم، واتباع المريض لتعليمات ما بعد التبييض، ونظام التبييض المستخدم. هناك طرق عدة لتبييض الأسنان ولكن أكثرها شيوعا وتأثيرا هما: النوع التقليدي المنزلي الذي يعتبر من أكثر الطرق شيوعا وأمنا، حيث إن المادة المستخدمة فيه أقل تركيزا وضررا وهي مادة بيروكسيد الكاربامايد Carbamide Peroxide والتي لا تتعدى نسبتها 10 في المائة. ويتم أيضا استخدام مادة بيروكسيد الهيدروجين ـ Hydrogen Peroxide بتركيز قدره 3 في المائة فقط. ولذلك تحتاج هذه الطريقة إلى وقت أطول ولمدة أسابيع حتى يرى المريض النتيجة المطلوبة. يقوم الطبيب بتحضير قوالب أو أوعية حاملة توضع فيها المادة المبيضة وتلبس يوميا خلال النوم حيث تبقى المادة المبيضة ملامسة لأسطح الأسنان.
النوع الآخر هو الذي يتم عمله في عيادة الأسنان. وقد لاقت هذه الطريقة إقبالا كبيرا هذه الأيام وتعتبر الآن أفضل وأسرع طرق تبييض الأسنان وفيها يستخدم الطبيب مادة بيروكسيد الهيدروجين Hydrogen Peroxide وبتركيز عال يصل إلى أكثر من 30 في المائة، ولذلك يتم استخدامها لفترات قصيرة جدا لا تتعدى الساعة الواحدة في الزيارة ويقوم الطبيب بوضع طبقة حامية للثة تغطي اللثة كاملة، بحيث تقيها أي هيجان قد ينتج من ملامسة مادة التبييض لها. ويتم تسريع عملية التبييض عن طريق استخدام الأجهزة الضوئية المختلفة والتي عادة ما يطلق عليها أجهزة الليزر جزافا ومن باب الدعاية. والحقيقة أن هناك ثلاثة أنواع من الأجهزة. فأكثر الأجهزة تأثيرا هو جهاز الليزر الفعلي وهو غالي الثمن لذلك لا يتوفر إلا في المراكز المتخصصة والكبيرة وهو الأفضل من حيث النتائج. والنوع الثاني من الأجهزة هو جهاز أشعة البلازما وهو أكثر الأجهزة شيوعا ونتائجه مقبولة جدا. وآخر هذه الأنواع هو جهاز الضوء العادي وهو الأقل تأثيرا. وقد يطرح التساؤل حول دور هذه الأجهزة وكيف تختلف بين بعضها البعض. إن فكرة استخدام الإشعاع الضوئي تكمن في عملية تسريع انتشار مادة التبييض داخل طبقة المينا، وبالتالي الحصول على نتائج أقوى وأسرع فجميع الأجهزة متشابهة في ذلك وإن كان الليزر أقواها في التأثير ولكنها تختلف في كمية الحرارة المنبعثة والتي قد تسبب حساسية مفرطة والتهابات سنية خطيرة إذا أسيء استخدامها. وهذا هو النوع الذي تستخدمه العيادات الشهيرة وترغبه الشخصيات المشهورة كونه سريع التأثير. ولكن يجب عليك معرفة أن الاستخدام المفرط لهذا النوع وحتى النوع السابق قد يكون ضارا جدا، ولذلك يجب عمله تحت إشراف الطبيب المختص.
إن أهم أضرار التبييض هي أضرار لحظية مثل التهاب اللثة عند عدم استخدام العازل الواقي عند التبييض أو حساسية الأسنان لمدة أسبوع أو أقل بعد التبييض مباشرة. ولذلك حاول تجنب التبييض إذا كانت أسنانك حساسة بطبيعتها.
المصدر :الشرق الاوسط