ما الذي يجمع بين ماليزيا وهوليوود؟
حاولت القمة العربية التي استضافتها الكويت، عبر أميرها الذي يحبه الجميع، والأهم يحترمه الجميع، أن ترأب بعض الشروخات العربية التي حفظناها منذ لحظة ولادتنا، ولاتزال هي نفسها.. لا بل زادت شروخات جديدة..
مع كامل احترامي لهذه القمة التي لا أرى أنها يمكن في أي يوم من الأيام أن تفعل أي شيء «حقيقي» يُذكر لكي نعيد العالم العربي إلى أصله «وطنا عربياً» كما في أوائل سبعينيات القرن الماضي، إلا أن اختفاء الطائرة الماليزية «إم إتش 370» شغل العالم أكثر..
والمشكلة ليست في سقوط طائرة ركاب لأنها حدثت آلاف المرات وستحدث أيضا -لا سمح الله- آلاف المرات، حتى يتم اختراع طائرات لا تسقط وإن سقطت لا تتحطم، وهو ما لا يحدث سوى في أفلام الكرتون طبعا.. المشكلة كانت في اختفاء طائرة في عصر يقولون لنا فيه إن الأقمار الصناعية وأقمار التجسس التي تملأ الفضاء قادرة على قراءة رقم سيارة، ومعرفة موقع كل جهاز موبايل وماذا قال صاحبه وماذا يوجد فيه، خاصة بعد دمج «الواتس آب» بـ«الفيسبوك»، فصارت خصوصية البشر مباحة لمن يملك التقنية والنية، ولكن لا التقنية ولا النية تمكنتا من معرفة أين ذهبت طائرة بوينغ 777 طولها 73 مترا، وطول جناحيها حوالي 65 مترا، وهي أكبر طائرة مدنية ذات «بدن واسع» بمحركين في العالم، وثمنها يقارب 300 مليون دولار.. يعني يكتشفون رجلا مختبئا في كهف أو مغارة أو نفق ويتحسسون الإشارات عن بعد، ومع هذا تختفي طائرة بحجم ومساحة ملعب كرة قدم، وعلى متنها 239 شخصا، ومعهم أجهزتهم الإلكترونية وجوالاتهم بما فيها من أجهزة تحديد المواقع، ثم «فص ملح وذاب» لمدة 18 يوما قبل أن يخرج رئيس وزراء ماليزيا ويقول لأهالي الركاب «العوض بسلامتكم»!؟
أما ما علاقة هوليوود بالأمر فهم في كل «عرس يجب أن يكون لهم قرص»، وفي كل قصة عليها العين يرون مشروع فيلم، ولكن مشكلتهم هذه المرة أن الفيلم كان جاهزا للعرض قبل الحادثة، وهو «ديب ووتر، بيت 3 دي»، أو مياه عميقة، وهو فيلم أسترالي يحكي قصة طائرة تتحطم في المحيط وهي في طريقها للصين، ويواجه الناجون من السقوط أسماك القرش التي تنهشهم أحياء، وهو ما دعا منتجي الفيلم لتأجيل عرضه.
[/JUSTIFY]