منى سلمان
الصراحة راحة
وكم أدخل الصغار أمهاتهم (الذين يمنعون الماعون) بُخلا في الحرج، فعندما تعتذرإحداهن قائلة لجارتها مثلا(يخربني .. والله ما عندنا خلاطة) يقفز إبنها الصغير و ( ينط في حلقا ) ويقول:
إنتي كضابة يمة؟ ومال القاعدة جوة الفضية ديك شنو؟
ومن طرائف صدق الأطفال المحرج ما عانته واحدة من معارفنا مع قريبتها والتي تلقب ب (توتة)، فقد سمعت الطفلة الصغيرة حوارا بين والديها عن تلك التوتة وكان أن ذكرها الزوج فيه بما تكره، احتفظت الصغيرة بالكلام وما أن جاءت تلك القريبة لزيارتهم حتى اندفعت إليها الصغيرة وقالت:
كان شفتي يا خالتو .. بابا قال لي ماما .. توتة دي أصِلا ما هينة!!!
لم تجدي كل محاولات صديقتي للتبريرفقد غضبت قريبتها وأصرت عليها لتعرف:
بس وريني راجلك ده شاف علي شنو .. عشان يقول أنا ما هينة؟
كما قد يقع العقلاء الكبار في الحرج نتيجة لاستخدامهم الكذب الاجتماعي لمداراة اللوم والتقصير.
= ترجل (عبد الرحمن) و(الصادق) من عربته الفخمة وتوجها نحو باب البيت، وقبل أن تمتد يد الصادق للجرس انفتح الباب واندفع منه طفل صغير خارجا، سألاه:
تعال يا فالح.. أبوك في؟
أجابهما دون أن يهدئ من إنطلاقته:
آي .. قاعد جوه في الصالون خشوا ليهو.
دخلا في تردد وقال (الصادق) في حرج:
الواحد ما عارف يقابل (مأمون) ده بي ياتو وش .. هسي من جا راجع من عزاء والدو يكون تم ليهو شهر عديل.
أجابه (عبد الرحمن):
كلو منك إنت .. كل ما أقول ليك تعال نمشي ليهو .. تعمل لي فيها مشغول .. هسي شوف الحرج النحنا فيهو ده؟
خطرت للصادق فكرة للإعتذار عن التقصير في أداء واجب العزاء بعد وفاة والد صديقهم (مأمون) فقال:
تعال نتفق ونقول ليهو أنحنا جينا قبال ده لكن ما لقيناهو.. دقينا الباب ورجعنا لانو مافي زول فتح لينا.
قال (عبد الرحمن) :
غايتو أنا لا بكضب ولا حاجة .. لو عايز أنت براك قول ليهو كده.
أكمل (عبد الرحمن) جملته وهو على أعتاب الصالون فلم يتمكن (الصادق) من مراجعته وصمت حتى دخلا، وقفا في منتصف المسافة بينهم وبين (مأمون) الذي هب واقفا لاستقبالهما ورفعا أيديهما بالفاتحة، وعندما فرغا من قراءة الفاتحة والترحم على روح المرحوم دعاهما (مأمون) للجلوس، قال (الصادق) معتذرا:
والله يا مامون نحنا جينا نعزي قبال ده .. قدُر ما وقفنا ودقينا الباب مافي زول فتح لينا .. غايتو يمكن كنتوا مافيشين بره البيت.
سأله (مأمون) في حيرة:
ماآآآ أظن كنا مافي.. غايتو من رجعنا من السفر ما طلعنا لينا طلعة كده .. زي ما عارف المعزين قاعدين يجوني طوالي .. قلتا لي الكلام ده كان بتين؟
أحس (الصادق) بعظم المطب الذي إنزلق إليه فقال في إرتباك:
ما متأكد .. غايتو بيكون قبال عشرة خمستاشر يوم .. مش كده عليك الله يا عبد الرحمن؟
قال (عبد الرحمن) ضاحكا:
يا أخوي ما دام حلّفتني بالله .. يبقى لا جينا ولا حاجة .. والكلام ده اتفقنا عليهو هنا في عتبة صالونك ده !!!
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
الصراحة جميلة لان الانسان يشعر بانه مرتاح فى زمن قل فيه الصدق الناس من اجل ان يدارى اخطاءه يلجا الى الخداع وكما قال من استحلى رضاعة الكذب عسر فطامه هنالك كثير من الناس يحسب ان عدم قول الحقيقة نوع من الذكاء ولكن كما قرانا القصة التى تقول هجم النمر هجم النمر فكان هنالك راعى يقول الى اهل القرية هجم النمر فيسرعوا له ولكن لا يجدون نمرا وكرر هذه المسالة فكل مرة يهبوا الى نجدته ولا يجدون نمرا حتى اتاه النمر حقيقة واخذ ينادى الناس فلم يسرعوا له … اذن ان الانسان الذى يتعود على الكذب ياتى يوما يقع يه مثل ما ذكرتى فى القصة واعتقد ان طريقة طرحك للامور الاجتماعية وبرؤية تحليلية هذه طريقة صحيحة لنعلم انفسنا قول الصدق لان هذه هى خصلة المسلم لا الكذب والخداع اتمنى ان يفكر الاخرون فى ذلك
وبالصدق والصراحه كمان المقال جميل ،،، والاجمل انه درس وتنبيه للكثيرين ممن يغفلون عن قدر ومقدار احتياجنا للصدق وللصراحه فى حياتنا . شكرا ودمتى
طبعا قالو اهلنا حبل الكذب قصير اى سرعان ما تتكشف الحقائق واصل مع الكذاب لى خشم الباب اى جاريه فى كذبته وواصل معه النى نهاية كذبته حتى تتضح حقيقة كذبه
ووالله العظيم فعلا الكذب كان ما ضراك ما بنفعك وهو عادة ذميمة والصدق كان ما خارجك ما بحرجك واحسن من الصدق مافى والواضح ما فاضح