أكاد أجزم!
أكاد أجزم إني في حيرة من أمري معك.. قد حاولت مراراً أن أهرب من محطة الالتقاء بك لأنني ما عدت أثق في زماني ونفسي أن اشاطرك التفاصيل.. دعني أراك كما أنت مهندماً ومعززاً في أشيائك الكثيرة.. أنت ترفل في أوهام كبيرة تتعدى حدود الواقع البائس الذي مهما حاولت القفز عنه يظل كذلك دون زيادة أو نقصان.. تراني بعد كل هذا قادرة على استيعاب أنك قد لا تجد في نفسك المكان الذي تضعني فيه معززة مكرمة، لذلك دعني «اعتذر منك» وأترك الموقع لأخرى هي أجدر على شغل الخانة حين فراغك.. ولا تلومني إن توصلت لقناعة أن طريقك لا يلتقي وطريقي، فنحن خطان متوازيان يستحيل أبداً الالتقاء ولولا أقدار الله وأحكام القضاء لكنت أجزمت بأنك مفارق بلا عودة.
٭ دفتر الأحزان!
الصفحة الأولى «أصاب عزيز مرض عضال وتداعت أحواله تدهوراً، وتشتت أهله يجمعون المال من أجل التسفار والعلاج».. الصفحة الثانية «أرسل ابنه الى السودان من أجل الدراسة وبقي يجمع في رسوم هذه الدراسة، وتشتت أمه ما بين صغارها في الغربة ومعاودته في البلد، وكان رويداً رويداً يغرق في شبر موية الأصدقاء المخربين ويقترب كثيراً من مرحلة الإدمان بلا عودة».. الصفحة الثالثة «خيرته زوجته بين البقاء معها في شقتها أو الخروج منها هو وأبيه الكبير لأنها لا تحتمل هذا المسن.. لم يجد مخرجاً فهو لا يملك مسكناً ووظيفته محدودة.. فما كان إلا أن أخذ والده في ليل حالك إلى القارعة وتركه هناك عند الاستوب».. الصفحة الرابعة «أرسلت له حبيبي الحقني أنا في ضائقة مالية.. ارسل لها المال من بعد المال والعطايا من بعد العطايا، وبعد ذلك ساء حاله وتدهورت أوضاعه الاقتصادية ورجع إلى مرحلة البحث عن البدء، فأحجمت هي عن مؤازرته ولو بكلمة ومارست الحظر التقني على التواصل معه».. الصفحة الخامسة «أدخلتها بيتها واطلعتها على تفاصيلها الدقيقة فعرفت نقاط ضعفها مع زوجها.. اختفت من حياتها لتدخل في عمق عمق حياتها.. فعرفت بالصدفة انها تزوجت ورحلت من سكنها القديم وانقطع دابر خبرها إلى أن تفاجأت بها زوجة ثانية لزوجها المحترم الخائن».. الصفحة السادسة «أدخله موظفاً صغيراً بالمؤسسة مارس المجاملة البغيضة.. فصار يكبر ويكبر إلى أن صار صاحب كلمة وأمر، وأول خطوة قام بها بعد التمكين أزاحه من مقعد إدارة المؤسسة وجلس على كرسيه».. صفحة سابعة «رباه وأنعم عليه بكل ما يحتاجه ولد من والد.. اختلف معه في أحد المطالب غرس في قلبه خنجراً وتركه غارقاً بدمائه وأصاب والدته بجروح غائرة».. صفحة ثامنة «ائتمنه على ماله وأعماله واستبعد أبناءه.. حول كل الأرباح لنفسه وسلمه ديوناً ومطالبات»!!
٭ آخر الكلام
عزيزي القاريء حصن نفسك.. قلبك قبل أن تقرأ الانحرافات الكثيرة التي صارت من المسلمات هذه الأيام.. ثم استغفر الله لنفسك وللآخرين أو قل كما يقول عزيزنا «عثمان شبونه» أعوذ بالله في خاتمة مقالاته..
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]