عبد الجليل سليمان

حالة الطقس “ماماتوس”

[JUSTIFY]
حالة الطقس “ماماتوس”

(1)
سيكون الضغط منخفضاً جداً بسبب حرارة الشمس المتوقعة، رغم ذلك، وبما يخالف قراءة (أكف الطقس)، فإنه من غير المتوقع أن تثور عواصف رعدية، خاصة وأن الهواء الحار المُشبع ببخار الماء والرطوبة، وأثناء مروره على السطح سيقل وزنه مكوناً لتياراتٍ رطبه صاعدة إلى أعلى.
ومع تحرك الفاصل المداري (وهو خط وهمي بالطبع) إلى أقصى الشمال الشرقي من البلاد، تأتي زوبعة رعدِّية هادرة، من لدن نائب حلايب بالبرلمان أحمد عيسى مُحذراً من أن تغييراً ديموغرافياً ينتظم المثلث، وداعياً الحكومة للتدخل الفوري والمضي قدماً لتصعيد القضية دولياً.
النائب أحمد عيسى، الطقس غير ملائم للوصول إلى نهائيات (الأمم المتحدة في هذه القضية)، دع الصيف يمر، ولا تخشى عدم هطول المطر، وانتظر الشتاء، لكن إذا داهمك البرد فلا بأس (أن تدمدم وتنوم)!
(2)
تهب الرياح الغربية المحملة بالغبار والأتربة هذه المرّة بعيداً عن وجهي (كبر وهلال)، إذ نشرت صحف الخرطوم بطريقة احتفائية غائمة خبر مفاده أن علماء بريطانيين اكتشفوا في منطقة العمارة 750 كلم جنوب الخرطوم – هيكلاً عمره (3 آلاف عام) يعتقد أنه لـ (شاب سوداني) تبين أنه كان مصاباً بالسرطان. الدراسة جاءت بها (الرياح الغربية)، بينما يشهد (الطقس) الصحي في العاصمة تزايداً في حالات الإصابة بالسرطان، وقال خبير في المناخ، أن هذا يعني: لا تقلقوا، فهذا كان شأن أجدادكم، إذن، فأنتم (مسرطنون) وراثياً، ولا أحد في هذا البلد (مستعد) للاعتراف بخطيئة، خاصة وأن هذه الدراسة (سووها الخواجات)!!
(3)
تهب اليوم والأيام التالية (كتاحات) تحمل ذرات غبار بحجم الحصى على بعض الشركات (النظامية)، إذ قررت اللجنة الفنية للتخلص من (الفائض) التابعة لوزارة المالية، تصفية (23) شركة من هذا النوع (أبو كديس)، وقال خبير في الرصد الجوي، إن عيون (الكدايس) لها قدرة فائقة في إجلاء ذرات الغبار ذي الحصى، وتوقع أن ينقشع هذا الطقس على (رموشها) التي لها ميزة أن (ترخيها) للعاصفة، ما إن (يصفى الجو) حتى تموء من جديد.
(4)
(الغيوم) هي تجمع مرئي لجزيئات دقيقة من الماء تبدو سابحة في الجو على ارتفاعات مختلفة وبأشكال وأحجام متباينة، وتنقسم إلى عدة أنواع وهي المنخفضة، المتوسطة، والعالية. لكن أغرب أنواع الغيوم هي تلك السماة سحب (ماماتوس) (Mammatus Clouds)، ورغم أنها تبدو على هيئة (ضروع) البقر، لكنها لا تمطر إذ تتحلل بعد بضعة ساعات أو أيام.
ومقاربة نشير، إن مفوضية الاختيار للخدمة المدنية، وبعد أن كشفت عن حجم عطالة مهول وسط الخريجين، دعت بجلب المزيد من الاستثمارات لمواجهة طلبات العمل. نسأل الله أن يُجيب دعواها وينزل الغيث ويدر الضرع (وكلو عند العرب ماماتوس)!!

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي