(دوارة) يا الوالي ..!!!
رفيق (شلتنا) شاهين أيام الطلب كان ذا مزاج غذائي مرهق لجيوبنا في تلكم الأيام..
فـ (ميزانيتنا) ما كانت تسمح بأكثر من (طلب) واحد، فطوراً كان أو غداءً أو عشاءً..
والطلب هذا لا يتعدى خيارين اثنين لا ثالث لهما إلا بـ (أمر) أو بالأحرى؛ (إلحاح) من زميلنا شاهين حين نراه يوشك على (البكاء!!).
فهو دائماً ما كان يردد عبارة (يا جماعة أنا سعادتي ناقصة) عقب الفراغ من التهام أحد الخيارين هذين وهما الفول وفتة العدس..
*أما الذي كنا (نتدبر) له ميزانية إضافية إرضاءً لرفيقنا الـ (الشَرِه) هذا حين تبلغ به (الجرسة!!) مداها فهو (الباسطة)..
وما أن يلقي بآخر قطعة باسطة في جوفه شاهين – حتى (يتنهد) مغمغماً: (الآن اكتملت سعادتي!!)..
والثقافة الغذائية ذات النهم تلك التي لدى زميلنا شاهين تقابلها (ثقافة سياسية!!) مماثلة لدى كثير من قادة الإنقاذ الآن..
مماثلة على النحو الذي سنذكره اليوم على خلفية تصريحات لوالي الخرطوم أبرزتها صحف البارحة..
فأنت تجد أن المسؤول من هؤلاء ينزع بـ (نهم!!) مشابه لنهم شاهين تجاه الباسطة نحو التباهي والتهديد والاستفزاز ما دام في السلطة..
ولحظة أن تُنزع منه السلطة هذه يكاد يبكي من (الحرمان!!) تماماً كما يفعل شاهين هذا جراء (حرمانه) من الباسطة بفعل (الفَلَس)..
بل إن من مسؤولي الإنقاذ هؤلاء من يبكون بكاءً (حقيقياً!!) – وليس مجازياً – فور تسلمهم خطابات الإعفاء وقد كانوا من قبل (يهددون) و(يستفزون) ويصرخون (ما لدنيا قد عملنا!!)..
ثم قد يلجأ الواحد منهم إلى الصحف ليضحى (كاتبا) يبث القراء (شكواه) و(نجواه) و(تقواه!!!)..
فقط ما نرجوه من والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر ألا يصبر مثل (إخوانه!!) هؤلاء متى ما (حان دوره) وقد امتن على المعارضين بالحرية ثم هددهم بالعقاب إن هم تجاوزوا القانون..
والقانون الذي يعنيه الخضر هنا هو المنظم للحرية المُبشَر بها ما يعني اعترافاً ضمنياً من الوالي بعدم توافر الحرية هذه في السابق رغم (الجعجعة) الكثيرة في الشأن هذا..
ولمزيد من الشرح وكي لا يفرح (الواهمون) كثيراً نقول إن القانون المعني هو الحصول على (تصاديق!!) مسبقة لأيما تظاهرة ينوي نفر من المعارضين تسييرها احتجاجاً على سياسة ما..
والتصاديق هذه هي التي أشرنا في مرات عديدة إلى أن محاولة الحصول على (لبن العصفور!!) قد تكون أسهل مليون مرة من محاولة (رؤيتها) فقط ولا نقول الحصول عليها..
وتذكيراً من جانبنا ببعض عبارات الوالي ذات (الوعيد والتهديد والاستفزاز!!) نقول إنها تتمثل في (ما في زول يتجاوز حدود القانون)، و(إغلاق شارع أو طريق ما معانا)، و(الحاجة دي ما بنسمح بيها خالص)..
أي أنها مفردات تدل على (القوة) و(الرجولة) و(الإحساس المفرط بالسلطة)..
فالوالي يمارس هنا ثقافة (النهم السياسي!!) التي تُذكرنا بثقافة النهم الغذائي لدى زميلنا شاهين..
ثم لا (تكتمل سعادته) – تماماً مثل شاهين هذا – إلا حين يختم (وجبته) الكلامية هذه بـ (باسطة تهديدية!!) جرياً على عادة كثير من أهل الإنقاذ..
فقط ما نرجوه من والينا ألا (يفعل) ما يُذكرنا بشاهين هذا متى ما صدر قرارٌ بإعفائه..
وما يذكرنا – كذلك – بـ (إخوان) له ما زالوا (يبكون!!) إلى يومنا هذا..
بل ويشتكون ويا للغرابة من (انعدام الحريات!!..
وما جال بذهن أحدهم أبداً عند توافر (الباسطة) أن الدنيا (دوارة!!!)..
تماماً مثل (كراسيهم) التي يجلسون عليها !!!!!!
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة
الأخ الاستاذ/ عووضة
بعد التحية والاحترام ..
إن السيد والي الخرطوم وكل متنفذي هذا اللانظام معهم الحق وكل الحق في أن يسيئوا ويهددوا الشعب السوداني الفضل طالما الشعب استكان لهذا الذل والهوان – وقديمآ قيل لفرعون أيه اللي فرعنك …. والقصة لاتحتاج لإعادة.
كل الفاشلين والعاطلين في هذه الحكومة البائسة لايفلحون إلا في التهديد والوعيد وكآنهم خالدون في الحكم ومادروا أنها خزي وندامة إلا من أخذها بحقها ولكن أني لهم ذلك وقد اغشيت وعميت بصيرتهم بعد ان ولغوا في الحرام والظلم الإفساد في الأرض .
ليس لنا حاجة لتذكير الغافلين والمخدوعين ببريق السلطة الذائف فهم قد ران علي قلوبهم وصاروا لا يرون أبعد من ارنبة انوفهم ولكنها الغفلة وسكرة السلطة الفانية.
تحية للشعب السوداني الصابر علي هؤلاء الاقزام والنكرات وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ..
والتحية للأقلام الصامدة في وجه الصلف والاستكبار ولانامت أعين الجبناء.