مكي المغربي

“فتى الغلاف”!

[JUSTIFY]
“فتى الغلاف”!

من الطرائف أنني تلقيت إتصالا من “مكتبة” بواسطة “شركة دعاية وإعلان” تعرض على الظهور في دعاية في مقطع داخل المكتبة أردد فيه جملة واحدة “مكتبة …. هي خياري المفضل” …. ظننت أنهم يبحثون عن شخص آخر يطابق اسمه اسم الأسرة “المغربي” وذلك لوجود عدد من الأسر تحمل هذا الاسم وفيهم عدد من الشعراء والفنانين والممثلين وشرعت أصحح المتصل وأوضح له أنني مجرد كاتب صحفي ولا علاقة لي بما يريد … فقال لي انت بالذات المطلوب … ألست مكي المغربي الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الذي يظهر في التلفزيون … ازدرت ريقي وقلت … يا للهول ألهذا الحد صرت مشهورا للدرجة التي يمكن أن اتحول فيها إلى “فتى غلاف” …. على وزن فتاة غلاف؟!
قلت له نعم، بالرغم من أنني أعترض على وصف محلل سياسي …. ليس لأنني لا اعرف التحليل السياسي ولكن لأن ما أقدمه على شاشات السودان عبارة عن مزيج “مدروس” بين التحليل والتعليق السياسي لأن التحليل الصرف من المستحيل النطق به علنا … أما في بعض الفضائيات الأجنبية وفي بعض القضايا خارج السياق السوداني فأنا واثق أن ما أقدمه تحليل بالمواصفات الدولية.
شتان بين التحليل والتعليق … وهذا موضوع قد سردته في عمود سابق. ولكن المهم في الموضوع أن مصمم الدعاية اقترح شخصا يرتبط اسمه بالميديا ودنيا السياسة والإعلام والثقافة … واسم اسرته كذلك يرتبط بما ذكر مع بعض المواصفات (الشكلية) … وزعم أن كل هذه الأمور تنطبق على شخصي … وذلك لأن رواد المكتبة والتي تشمل أدوات ومعدات مكتبية ومطبوعات لديها جمهور من طبقة محددة وهو يستهدفها بإحكام …. سألته عن “ثمن الظهور” فتحدث عن مبالغ جيدة وممتازة (لن أقولها حتى لا أفضح سعري!) … ولكنني اخترت الرفض وقررت في نفسي أن ألعب دور الوسيط وأحيله على “نجم” آخر ودار في ذهني الشاعر والكاتب والصحفي والديبلوماسي محمد محمد خير وله أن يعذرني في اختياره من دون الناس ولكن هذا ما قفز إلى ذهني دون أي تردد … على الأقل سينتهي الموضوع بطرفة جميلة لو رفض … أو سآخذ (كوميشن) ممتاز لو قبل …لأنني واثق أن سعره سيكون ممتازا وأن جماهيره أكبر … البوني أيضا خيار وارد ولكنه لو ظهر (حيخرب لينا السوق!) … ولن تتعامل معنا الشركات لأنه سيحتكر وصف (فتى الغلاف)..!
أنا لا أضع لنفسي مكانة كبيرة … بل المكانة الكبيرة هذه الأيام في السودان يمكن أن يحوزها الصغار و(الفاقد التربوي) … ولذلك جلست أفكر لفترة … ما هو السبب في توجه شركات الدعاية والإعلان نحو الصحفيين هذه الأيام؟
اكتشفت السبب عندما وجدت أضخم صورة لزميلنا الطاهر حسن التوم في الترويج لبرنامجه في شارع عبيد ختم ولكن الطاهر معذور وهو ليس من عشاق الدعاية ولكن هنالك سبب تسويقي لأن برنامجه يعتمد على الإعلان في التمويل فالطاهر ليس موظفا عند (الجنرال) أو أي شخص.
أيضا وجدت دعاية اجتماعية ضد الخفاض الفرعوني تعتمد على صورة استاذة صحفية لا أذكر اسمها الآن واظنها دعاية غير مبنية على أسس تجارية بل بغرض محاربة العادات الضارة.
إذن ما يحدث توجه عام أو التفاتة للصحفيين … وما حدث لي إنما هو أمر في السياق وليس بسبب طغيان شهرة أو أي شيء من هذا القبيل.
هذا مجرد تحليل … على العموم … اكتشفنا مهنة جديدة.
[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني