تحركات واستنفار قبل 24 ساعة من قرار التحكيم الدولي حول أبيي
نشطت تحركات سياسية واستنفار اممي قبل يوم من قرار هيئة التحكيم الدولية حول ابيي، وطالبت المفوضية السياسية لوقف اطلاق النار، التي تضم شريكي نيفاشا، والقوات المسلحة والجيش الشعبي وبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام، طرفي نزاع ابيي بالالتزام بالقرار الذي ستصدره هيئة التحكيم الدولية بشأن أبيي ومراقبة الوضع عن كثب لحفظ الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وأعلن شريكا السلام «المؤتمر الوطني والحركة الشعبية» أنهما وضعا آليات تضمن انفاذ وتنزيل قرار هيئة التحكيم الدولية حول أبيي على الارض، واكدا التزامها بالقرار ايا كان.
واستبق الشريكان القرار بالدخول امس، بطلب من المبعوث الامريكي، اسكوت غرايشن، في اجتماع مغلق مع قيادات من قبيلتي المسيرية والدينكا، التي ستتوجه اليوم الى لاهاي لحضور مراسم اعلان قرار المحكمة النهائي، بشأن المنطقة غداً، وبث الشريكان تطمينات لقيادات المنطقة بعدم تأثير القرار على حقوقهم ودعوهم لالتزام جانب المحافظة على امن واستقرار المنطقة مهما كان القرار، في وقت قال فيه قياديون من قبيلة المسيرية للصحافيين ان الحزبين اتفقا على تنفيذ القرار، أما عنهم فهم في انتظار القرار، مؤكدين بأن وقتها سيكون «لكل حدث حديث».
وكشف والي النيل الازرق ، نائب رئيس الحركة الشعبية، مالك عقار، في تصريحات امس عن تكوين آلية بين الشريكين تضمن انزال القرار على الارض وتطبيق بروتوكول أبيي بكل بنوده، واوضح ان تلك الآليات ستشمل المناطق المتأثرة التي تتبع للمسيرية والأخرى التابعة لدينكا نقوك لتوزيعها بنسب متفاوتة، ونوه عقار الى ان المنطقة مهما كان القرار هي جزء لا يتجزأ من بلد واحد ولن يكون هناك طرف خاسر، ونادي بضرورة استتباب الامن .
من ناحيته، اكد مستشار رئيس الجمهورية، غازي صلاح الدين، ان القيادات من القبيلتين التزمت بما سيصدر من المحكمة بحيث لم يوجد بينهم اية صوت شاذ، مشددين على تقديرهم لخطورة وحساسية القرار، وقال إن اجتماعه بالقيادات ممن القبيلتين جاء من اهمية ان تلك المجموعة تمثل المستوى القومي للقبائل حيث تشهد في لاهاي صدور القرار، مشيرا الى ان هذه الحظة ستحدد بصورة رسمية أمن واستقرار المنطقة، ودعا الى ان يتحول الملف الى الاستقرار والتنمية بدلا ان يكون اثارة للنزاع بين المواطنين والاهالي، وقال انهم برغبتهم وارادتهم فقط، سيحددون مصير ابيي. في هذه الاثناء، قال المبعوث الامريكي اسكوت غرايشن انه تلقى تشجيعا بأن قيادات المنطقة ستقوم بحل اي خلاف يمكن ان يحدث سلميا، الى جانب التزام طرفي الحكم بقرار المحكمة، واكد انه سيغادر وهو على ثقة بأن قوات الطرفين ستكون خارج المنطقة حين صدور القرار، وان عملية ترسيم الحدود ستستمر بالصورة المطلوبة.
وقررت المفوضية في اجتماع عقدته أمس، برئاسة ادريس محمد عبد القادر عن المؤتمر الوطني و جورج بيبور نيوميا، من الحركة الشعبية، اصدار مذكرة مشتركة عن الوضع في أبيي مع ارسال رسالة واضحة بأن وقف اطلاق النار يجب أن يحترم من كافة الاطراف مهما كانت الظروف.
وقالت المفوضية في بيان عقب الاجتماع انه تم الاتفاق بين الجيش الشعبي والقوات المسلحة وبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام، على تنفيذ الخطة الموضوعة بصفة جماعية، كل فيما يليه واتخاذ كافة الخطوات والتدابير للتنفيذ الكامل للقرار ليتواءم مع اتفاق السلام الشامل، وشددت المفوضية علي تنفيذ القرار بصورة عاجلة، ومراقبة الوضع عن كثب مع عقد جلسات طارئة كلما دعت الضرورة لتناول أية خروقات لوقف اطلاق النار واخلال بالنظام، كما شددت على ضرورة التعامل وتقديم التسهيلات لبعثة الأمم المتحدة لتمكينها من أداء تفويضها وفقاً لقرار خارطة طريق أبيي وقرار المحكمة، وقررت المفوضية القيام بزيارة مشتركة لأبيي بعد قرار المحكمة للتأكيد للمجتمع المحلي بأن الشريكين ملتزمان بالسلام وضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار والتعايش السلمي.
وأكدت المفوضية ان الخطة التي وضعت تم الاتفاق عليها بين الحركة والمؤتمر الوطني لتنفذ عبر لجان فرعية وعسكرية مشتركة لمتابعة تنفيذ قرار المحكمة الدائمة وللحفاظ على الأمن والاستقرار والتعايش السلمي.
من جهته، قال ممثل الأمم المتحدة بالسودان، أشرف قاضي، ان قوات حفظ السلام ستتدخل لحماية المدنيين في أبيي حال تعرضهم لأية مخاطر، دون المساس بمسؤوليات الحكومة، وأعتبر أن القوات والشرطة المشتركة المدمجة بالمنطقة ستكون أمام امتحان حقيقي في حفظ الأمن عقب اعلان هيئة التحكيم الدولية قرارها بشأن حدود ابيي،غدا الأربعاء.
وأشاد قاضي في مؤتمر صحافي بمقر الامم المتحدة في الخرطوم أمس، بالتزام طرفي النزاع بقبول نتيجة التحكيم والمحافظة علي السلم والأمن بالمنطقة، وقال ان بعثة الامم المتحدة عززت من وجودها في ابيي والمناطق حولها، وستعمل علي حفظ الامن بالتعاون مع القوات والشرطة المشتركة المدمجة، وأنها ستتدخل لحماية المدنيين حال تعرضهم لمخاطر أو أذي بموجب فقرة من الفصل السابع ضمن التفويض الممنوح لها، وقال «لدينا تفويض محدود سوف ننفذه بقوة وفق قدراتنا وبالتعاون الكامل مع القوات والشرطة المشتركة وعدم الاخلال بالمسؤولية الاولية للحكومة.
ورأي قاضي أن ابيي ليست التحدي الوحيد أمام شريكي السلام، وحثهما علي الاهتمام بترسيم الحدود والاستفتاء والانتخابات.
من جانبهم، اكد أبناء المسيرية عقب اجتماع التأم بمدينة المجلد أمس، ضم أكثر من 800 شخص، التزامهم الكلمل بالقرار الذي ستصدره هيئة التحكيم الدولية بشأن ابيي، وطالبوا الحكومة بتحمل مسؤولية حماية المواطنين في المنطقة.
وقال حميدان حامد الدقيل لـ»الصحافة» ان الاجتماع الذي حضره أكثر من 800 شخص استنكر الحشود العسكرية للحركة الشعبية المتواجدة حول ابيي في مناطق أم شعيرية جنوب الميرم والجرف والتبريب والقرنتي والحلوف والعرديب، وأضاف «أكد الاجتماع الالتزام التام بالقرار الذي سيصدر في كل الأحوال سواء أتبع المنطقة للجنوب أو الشمال، وان المسيرية يحملون الحكومة مسؤولية حماية المواطنين بالمنطقة»، وقال رأي المجتمعون أنه في حال تبعية ابيي للجنوب واستحالة التعايش بين الأطراف سيكون عندها لكل حدث حديث.
وكشف وزير رئاسة حكومة الجنوب، لوكا بيونق، أن الحكومة سترسل وفدا من 40 شخصا بينهم قيادات من المسيرية وأعيان ابيي الي لا هاي لحضور اعلان هيئة التحكيم بشأن ابيي، بينما اقتصر وفد الحركة علي 16 شخصا بينهم 10 من سلاطين دينكا نقوك، بسبب شح الموارد المالية.
وقال بيونق للصحافيين أمس، ان الحكومة رفضت توفير التمويل لسفر وفد الحركة لا سيما 10 من السلاطين، بينما تكفلت بتوفير التمويل لوفدها، مشيرا الى أن الاتفاق ينص علي ان تلتزم الحكومة بسفر الطرفين، واعتبر الأمر اشارة غير مشجعة، وقال ان الحركة اجرت اتصالات مع جهات مانحة وحكومتي الولايات المتحدة الامريكية والنرويج حصلت علي اثرها على موارد لارسال وفدها.
الي ذلك، دعا رئيس مفوضية التقويم والتقييم، السير ديريك بلمبلي، الي اهمية احترام حقوق الافراد والجماعات في منطقة أبيي،مهما كان قرار هيئة التحكيم الدولية غدا الاربعاء، وقال بلمبلي في بيان أمس، ان المفوضية ظلت تتابع عن قرب تطورات الاحداث في المنطقة، وأنها ترحب بالتزام شريكي السلام بقبول قرار هيئة التحكيم بخصوص ابيي كقرار نهائي وملزم، ولفتت النظر الي اهمية احترام حقوق الافراد والجماعات في المنطقة مهما كان قرار هيئة التحكيم.
واشار البيان الى ان مندوب المفوضية في جوبا قام بزيارة منطقة ابيي مطلع يوليو الحالي، كما ناقشت المفوضية الموضوع بصورة مطولة في اجتماعها في الخرطوم الثلاثاء الماضي، واكد البيان انه وبناءً علي دعوة تلقاها من هيئة التحكيم سوف يتواجد رئيس المفوضية في لاهاي غدا لحضور قرار هيئة التحكيم النهائي، بينما سيتواجد منسق مجموعة العمل في المفوضية للمناطق الثلاث السفير الهولندي نوربرت براخص في منطقة ابيي في ذات التاريخ برفقة المبعوث الامريكي الخاص الجنرال سكوت غريشن وممثل الامين العام للامم المتحدة في السودان، كما يتوقع ان تقوم مجموعة العمل للمناطق الثلاث بالمفوضية بزيارة للمنطقة خلال الفترة التي تلي اعلان قرار التحكيم لترصد التقدم علي الارض. ورحب بلمبلي في تصريح صحافي قبيل مغادرته للاهاي بالعمل الذي قام به الشريكان لحل الخلافات بينهما بخصوص موضوع ابيي بطريقة سلمية من خلال اللجوء لهيئة التحكيم، واكد اهمية احترام الاجراءات الامنية في المنطقة في الفترة القادمة وعبر عن امله في الوصول الي حل دائم لمشكلة ابيي والتنفيذ الكامل لبروتوكول ابيي بعد صدور قرار هيئة التحكيم.
حسابو: السبكي: علوية : نهى :الصحافة
وده هو المهم ….. مهما كان القرار ابيى … جزء لا يتجزأ من بلد واحد ولن يكون هناك طرف خاسر …. وعاش السودان موحدا …. بكل طوائفه