محمود الدنعو

“س ص” ومعادلة التحديات

[JUSTIFY]
“س ص” ومعادلة التحديات

تجمع دول الساحل والصحراء المعروف اختصار بـ (س ص) يواجه تحديات كبيرة، فالتجمع الذي تشكل بمبادرة من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في العام 1998 كتكتل اقتصادي لدول المنطقة يسهل من خلاله حركة الناس والبضائع لتنشيط التجارة البينية والخارجية، هذا التكتل الذي انطلقت أمس بالخرطوم اجتماعات المجلس التنفيذي له على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء وتستمر حتى اليوم الخميس، يواجه تحديات كبيرة تتعلق بالأمن والاستقرار، وهي الشروط السابقة لعملية التكامل الاقتصادي التي من أجلها نشأ التكتل ابتداءً ودول التكتل البالغة 26 دولة تعاني بلا استثناء من مشكلات سياسية وأمنية، فليبيا ومالي والنيجر وأفريقيا الوسطى والصومال والسودان ومصر ونيجريا وتونس جميعها بلدان تعاني من حالة سيولة أمنية وسياسية.
أجندة اجتماعات الخرطوم تشير إلى الهاجس الأمني لدول المنطقة أكثر من الجانب الاقتصادي والتنموي، حيث تناقش الاجتماعات عددا من القضايا والموضوعات التي تهم دول تجمع الساحل والصحراء، أهمها قضايا الأمن والسلام التنمية والاستقرار في المنطقة، وكذلك الوقوف على إستراتيجية العمل المقبلة لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية والأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه بعض الدول الأعضاء بالتجمع.
تفعيل التكتل في المرحلة المقبلة والتخلص من سلبيات الماضي وإرث الزعيم المؤسس القذافي، من شأنه أن يحدث تحولا في مسار التكتل الذي يعد الأكبر في أفريقيا من حيث العضوية وتنوعها وتوزعها جغرافياً على أطراف القارة الأفريقية، فأعضاء التكتل ينتشرون من البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي، كما أنه يضم بلدان شمال أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء.
الهاجس الأمني والوعي بالمتغيرات التي حدثت في الكثير من بلدان التكتل فدول الربيع العربي الأفريقية جميعها أعضاء بالتكتل، ضروري من أجل إنجاح اجتماعات الخرطوم وجعلها علامة فارقة بين مرحلتين للتجمع، ويبدو أن المجتمعين يدركون التحديات والتحولات التي تفرض نفسها على الأجندة والمدوالات، حيث أكد وكيل وزارة الخارجية السودانية السفير عبد الله حمد الأزرق خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعات المجلس التنفيذي لتجمع دول الساحل والصحراء على مستوى الخبراء، “أن هذه الدورة تنعقد في ظل مستجدات وتطورات غير مسبوقة في إقليم (س ص)، الذي يموج بنزاعات واضطرابات أمنية وسياسية وأزمات اقتصادية واجتماعية في بعض الدول الأعضاء في التجمع، مما يتطلب تضافر الجهود لوضع برنامج عمل من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية”.
المطلوب من اجتماع الخرطوم رسم ملامح مستقبل هذا التكتل، وفي الوقت نفسه مراجعة ما تم تنفيذه، خصوصا (إعلان الرباط) الخاص بالأمن على الحدود الذي يؤرق الكثير من بلدات التكتل التي كما سبق الإشارة تعاني سيولة أمنية وحدودها مفتوحة على أنشطة تهدد استقرارها من تهريب البشر إلى تهريب السلاح.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي