لماذا ..؟
لمعظم الناس في السودان وفي غيره (تيمه) أو (لازمة) تتخلل كلامه أو ملفوظة أو حركية.. فتجد البعض تيمته أو لازمته (يعني) يكررها كثيراً في كلامه.. البعض لازمتهم شفت كيف.. أو شايف.. أو خلي بالك.. أو اسمعني اللحدثك.. أو أيوه أيوه البعض لازمته تكون التلاعب بشعر رأسه أو شاربه.. أو بالشخبطه على الأوراق دوائر أو مربعات أو خطوط متقاطعة، سواء كتب ذلك على ورقة أمامه أو على منضدة المكتب.. وقد ذكر أستاذنا الدكتور عمر شاع الدين إن امرأة اسمتها (عكازة الكلام) وهذا يختصر تفسيرها.. فكأن الكلام يستند عليها حتى لا يتعثر.. ربما هي تمنح للمتحدث لحظة يرتب فيها كلامه.. ولبعض المشاهير (تيمات) معروفة يستقبلها المستمع عادي..
إذن تيمة الكلام تعتمد على الشائع من التعابير العامية.. لكن الأستاذ الطيب مصطفى في لقائه الترويجي لصحيفة الصيحة في برنامج مساء جديد.. وهو ترويج مختلف وجرئ أن يتحدث الناشر للجمهور مباشرة ويقدم سياسته التحريرية فهذا تطوع منه
لشفافية تجعل الجمهور هو الذي سيحاسبه إن لم يفِ بالوعود التي قطعها والأمنيات التي ساقها، وهي ذات سقف عالٍ لا أظنه متاح في الوقت الراهن.
عموماً مالفت نظري إن التيمة التي كان يتعكز عليها الأستاذ هي كلمة عربية قحه لماذا؟ سؤال يطرحه ثم يجيب عليه كتيمة أو لازمه صحبته في جُل حديثه لماذا؟ لأنه كذا وكذا.. لماذا؟ لأنه كيت وكيت وهي تؤكد إختلاف الرجل وإصراره على عروبته.. وهو لم
يختارها إذن هي تجئ عفو الخاطر.. فاعطتني هذه التيمة إنطباعاً عن صلابة الرجل.. فحتى مايجئ عفواً عند الناس يجئ عنده كأنه محضر له.. وفي هذا إعجاز منه..
بمناسبة الصيحة لم أطلع على العدد الأول فغالباً مايكون العدد وعوداً.. أوتبشيراً أو كتابة خطابية تستهدف القارئ.. لكني قرأت العدد الثاني وجدت في مقال الأستاذ الطيب مصطفى اعتذاراً لشخصية سياسية في تحميلها اتهاماً لادخل له فيه.. قلت ها قد بدأت الاعتذارات.. والاعتذار سلوك جميل قطعاً إلا إذا جاء مترجماً للممثل الشعبي (دقو واعتذرلو).. ولن نكون في حدة وردي حين صرح اعتذارك مابفيدك.. العملتو كان بايدك.. ولن نكون في إنكسار صلاح مصطفى سامحني غلطان بعتذر.. ولن نكون في مثالية عثمان حسين: مسامحك ياحبيبي مهما قسيت عليّ قلبك عارفو أبيض وكلك حسن نيه..
الاعتذار سلوك حضاري جميل.. بيد إنه إذا كثرت الاعتذارات فهذا بصورة أخرى يعني كثرة الأخطاء.. إن الخوض في المسكوت عنه وتعرية الفساد تحتاج إلى أدلة ووثائق.. تحتاج إلى بيان بالعمل وهذا لا يتأتى أو لن يأتي لصحافة تحصل على التصريحات بالواسطة أو بالعلاقات العامة بل يحتاج إلى محررين.. كأنهم مباحث.. يفتشون وينقبون ويغامرون.. أما المسكوت عنه فسيبقى رغم أنف الجميع مسكوتاً عنه لأن المجتمع أراد ذلك.. والمجتمع أقوى من الأفراد حتى لوكانوا مصلحين والله يولي من يصلح.
الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]