طاقة شبابية
يظل الشباب.. في أي مكان وزمان طاقة كامنة مخزونة، إن لم تجد المسار السليم الذي يستوعبها تظل بركاناً قابلاً للانفجار تحت أي ظرف مواتيء.. ذاك أن طاقة الشباب هي أعظم طاقات البشرية مزيجاً ما بين الذهن والعضل، وأضف إليها مستحدثات هذا العصر.. لذلك تخفق الأنظمة في دول العالم الثالث- «إن جاز التعبير»- في تقدير مدى دفع وقدرة الشباب على هز عروش هذه الأنظمة أو توجيه مسارها.. لذلك بات من المنظور العميق أن تفكر هذه الأنظمة أياً كانت خلفياتها على استقطاب هذه الطاقة واستمالتها أقلاه من باب المحافظة على بقائه على أسوأ الفروض.. ولأن روح الاستقطاب تبدأ من الدوائر الصغيرة جداً والمحيطة جداً، فعلى الأسرة يبدأ المشوار في خطواته الأولى لتوجيه الميولات والتوجهات التي لها ارتباط وتثيق بالمسارات المستقبلية للطاقات الشبابية.. ثم أن هناك باباً آخر ينفتح بدخول كل عام، أعداد مقدرة من الشباب في محل التصويت في الانتخابات بأنواعها المختلفة، وحتى لا يتسرب هؤلاء خارج المسار المطلوب «رغم أن هناك تشكيكات في نزاهة الانتخابات في ذات الدول» إلا أن اعتباراً للمؤشرات العامة لتعدادات الشباب حيث إنها تعدادات مقدرة باعتبار أن الأمم الآن في عداد الواعدة أو الشبابية يجب مراعاة ذلك الجانب فيها.. المهم الآن حتى على المستوى النشاطي والحراك الاجتماعي والسياسي والاقتصادي يمثل الشباب ركناً مؤثراً جداً.. وبعيداً حتى عن الحالات الوطنية في إطار الدول تجد أن طاقات شبابية كثيرة خارج أطر الأنظمة الحزبية أو الأطر المنظمة، لذلك يمثلون قوة ذات قابلية لتفلت عن التقليديات والاعتياد والمسارات القديمة.. ففي دولنا هناك الكثير من الخطط والطموحات التي يستهدف بها الشباب دون أن تحقق ما يخطط ويسطر له.. ففي مضابط الأحزاب أمانات شبابية لكنها دائماً لا تجد الواقع التنفيذي على الواقع وأرض الحقيقة.. كذلك في الكيانات الأخرى في الحراك العام.. لعل استقطاب الشباب وتوجيه طاقاته في مجال القتال والتطرف والغلو باي أنواعه يمثل خطراً قادماً بكل أبعاده العميقة، لأنه يوجه طاقات جبارة نحو نشاطات مدمرة جداً، لأن التنطع والغلو يؤديان إلى الهلاك.. عموماً لابد من نظر متعمق نحو الشباب للاستفادة من طاقاتهم «المهدرة» في أوجه تدعم المستقبل دون أن تدخلهم في طائلة البعد عن أحلامهم ورؤاهم للمستقبل ومجمل الحياة.
٭ شباب وأحلام
أحلام الشباب طيف كبير من الألوان والأطياف، تتداخل في فضاءات الرؤى واشراقات ألوانها وأطيافها اليانعة النضرة.. فالأحلام الوردية في رمزية الشباب الباكر تتنازل عن عمقها اللوني إلى درجات أخف فأخف اتساقاً مع روح الواقع، ولا تزال الألوان لا تبارح الوجود كونها تصمد أمام المتغيرات وامتداد الفضاء إلى ما فيه الامكان والمعقولية والمستحيل.. فالممكن أن تظل هناك تبلورات وتجمعات لما هو مأمول ومرغوب.. واتساقات الأحلام الشبابية لا ترفع الساقط فقط، ولكنها تسعى لولادات المستحيلات من بين العثرات والعسرة.. لذا إن كان في الإمكان من شيء أن تبقى جذوة هذه الأحلام مستمرة.. فالإنسان بلا حلم.. تائه في وسط الزحمة واللمة منسياً والدلالة أن المستقبل أيضاً تائه يحتاج لمرسى وشاطيء.
٭ آخر الكلام إن كان من لغة للمستقبل فهي لغة الشباب.. وإن كان من عزم قادم فهو الذي يخرج من بين فرث ودم أحلام الشباب، ليكون مدداً ووقوداً وطاقة لا تعرف إلا الثبات في مضابط العالم المتطور.
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]