أفقر رئيس في العالم
هذه ليست مزحة ولسنا في أبريل بل هي واقع معاش في الأورغواي التي يجتهد رئيسها خوسيه موخيكا لنيل لقب أفقر رئيس دولة في العالم بعد تبرع بـ (90%) من راتبه لصالح الأعمال الخيرية، ولم يكن التقشف عند خوسيه شعارات ترفع ولا تطبق، كما هو الحال لدينا، بل إن الرجل في مظهره العام تتجلى البساطة والتقشف عنده في أبهى صورة، حيث يتدوال الأورغواييون بزهو كبير مقاطع فيديو تظهر الرئيس في مناسبة رسمية، وهو بلا رباطة عنق أو بدلة رسمية بل يرتدي (شبشب) مفتوح من الإمام، وصفت تلك الصور غير العادية بأنها الصور الأكثر تواضعا.
الرئيس خوسيه لا يعيش في قصور الرئاسة كعادة الرؤساء بل يعيش رفقة زوجته لوسيا توبولانسكي، عضو في مجلس الشيوخ، التي تتبرع هي الأخرى بجزء من راتبها في منزل ريفي بسيط وسط مزرعته، أما عن أملاك الرئيس وحسب صحيفة، فهي سيارة (فولكس واجن بيتل) تقدر قيمته بـ 1945 دولاراً أميركياً، وأضاف أنه يتلقى راتباً شهريا قدره 12 ألفاً و500 دولار، ولكنه يحتفظ لنفسه بمبلغ 1250 دولاراً فقط ويتبرع بالباقي للجمعيات الخيرية. وذكر موقع (ياهو نيوز) أن الرئيس لا يملك حسابات مصرفية ولا ديوناً، ويستمتع بوقته برفقة كلبته (مانويلا). وكل ما يتمناه الرئيس عند انقضاء فترة حكمه هو العيش بسلام في مزرعته، برفقة زوجته.
ويقول الرئيس الفقير والمدهش في آنا معا: أن أهم أمر في القيادة المثالية هو أن تبادر بالقيام بالفعل حتى يسهل على الآخرين تطبيقه.
وبالفعل، بدأ الناس في تطبيق التقشف فعلا وليس قولا، حيث أشارت منظمة الشفافية العالمية أن معدل الفساد في الأورغواي انخفض بشكل كبير خلال فترة رئاسة خوسيه أي منذ العام 2010، وبات يحتل المرتبة الثانية في قائمة الدول الأقل فسادا في أميركا اللاتينية.
تجربة رئيس الأورغواي المثيرة يبدو أنها وجدت أصداء حتى إن كانت محدودة، ففي أفريقيا التي يضرب الفساد أطنابه فيها، وتهدر ثوراتها في الإنفاق على الرؤساء والوزراء ومن في معيتهم، بدأت تجربة رئيس الأورغواي الملهمة تجد لها صدىً حيث أعلن الرئيس الكيني، أوهورو كينياتا، خفض راتبه ورواتب أعضاء الحكومة للمساعدة في تقليل الإنفاق الحكومي على الرواتب.
وأضاف أن الجولات الخارجية للرئاسة وأعضاء الحكومة سوف تكون في أضيق الحدود توفيرا للنفقات، وأوضح الرئيس الكيني أن الحكومة تنفق نحو 4.6 مليار دولار على الرواتب في حين لا يتجاوز الإنفاق على التنمية 2.3 مليار دولار، وأضاف “نحتاج إلى التعامل مع هذا الوحش (الإنفاق الضخم على الرواتب) إذا أردنا تنمية هذا البلد، وإلا تحولنا إلى دولة تجمع الضرائب من أجل سداد الرواتب فقط”.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي
السلام عليكم – مقال رائع – أين نحن من أولئك الناس؟
صدق من قال رأيت عندهم إسلاما بلا مسلمين – وفي بلادنا مسلمين بلا إسلام.
والسلام عليكم ورحمة الله