نبيل غالي

(سواقة) الجنس الناعم

[JUSTIFY]
(سواقة) الجنس الناعم

*إبان أزمة الوقود وشح المواصلات في فترة ما..
*تفضلت عليَّ زميلة بإحدى خصالها الحميدة.
*إذ أصرت بأن تقوم (بتوصيلي) إلى منزلنا في كرم حاتمي لا يضاهي على سيارتها الفخمة.
*ترددت في البدء وذلك لـ(فوبيا) خاصة بي من (سواقة) المرأة!
*وفي مرات متعددة حينما أنوي وأنا (مترجل) (قطع شارع) وأشاهد من بعيد (امرأة سائقة).
*اعتبر (قطع الشارع) مجازفة كبرى، لذا أنتظر مشدوداً في مكاني إلى أن تتجاوزني.
*المهم إنني وافقت على إكرامية الزميلة وتوكلت على الحي القيوم.
*ولم تمض لحظات إلا وانطلقت بي وأنا أشعر كأنني داخل (صاروخ)!!
*إذ كانت تتخطى العربات التي أمامها وبسرعة فائقة.
*وكأنما أحست بما يدور في خلدي آنذاك، فكانت تلتفت نحوي بين آونة وأخرى مطمئنة لي بـ (ابتسامة).
*و.. لم أكررها مرة أخرى سواء معها أو أخريات..
*مسكينة هي المرأة.. كثيرون الذين يظلمونها.
*حينما تتلقى الاتهامات من هنا وهناك في عالم (سواقة العربيات).
*بأنها غير ماهرة ومترددة وقليلة الخبرة…
*والحقيقة التي لا يعلمها الجميع أن المرأة (عفريتة) شوارع الأسفلت و(شيطان) شوارع الردمية.
*ملتزمة مرورياً وقانونياً.
*فهي الأكثر هدوءً لأنها تتقن فن (القيادة).
*القيادة المنزلية.. والسياسية والاقتصادية.
*حتى قيادة (تكسير الرأس) بدون فأس.
*وبفأس وفندك أيضاً!!
* وكشفت دراسات حديثة أن (الرجال) أسرع في تعلم مهارات القيادة، ولكن النساء يترجمن ما تعلمنه في وقت أطول بأداء أفضل وكفاءة أعلى.
*إذ نجد أن معظم المتورطين في قضايا مخالفات المرور من (الذكور) بسبب القيادة المشهورة والمغامرة غير المحسوبة بخلاف الجنس الناعم.
*وأن حوادث سائقات السيارات أقل كثيراً من الرجال.
*إن الاعتقاد السائد بأن الرجال أفضل من السيدات في قيادة السيارات لا يستند إلى مبررات علمية.
*إنما يرجع إلى مبالغة الرجال في قدراتهم خاصة في مجتمعنا الذي تسوده الثقافة الذكورية.
*ونؤكد أن (السائقات) أقل استجابة للاستفزاز وهن الأبطأ في رد فعلهن في مواقف الشارع المحرجة.
*وإن كان لدي إيمان ربما لا يكون قاطعاً بأن مهارات السائقات في الرجوع بالسيارة إلى (الخلف) أو الدوران في (المنعطفات) أو ركن السيارة بالمواقف المزدحمة مهاراتهن قليلة.
*ونصيحة يتداولها السائقون من أصحاب السيارات الصغيرة.
* ما تمشي وراء سواق بص، ولا (مرة) سايقة!
*ومن التهم التي أُلصقت بـ(السائقات).
*أن النساء يفتقدن الإحساس باستشعار ما إذا كانت السيارة بها عيب أم لا.
*وأن المراة التي تقود (سيارة) هي كارهة (لأنوثتها).
*إن أسباب العداء للمرأة قائدة السيارة متعددة منها النفسية والاجتماعية والوارثية.
*إن قيادة المرأة للسيارة أحد الأشكال الحضارية.
*اتكاءة:
يقال والعهدة على الراوي إن هناك سيدة كانت تقود سيارتها وإلى جوارها رجل، وكان الطريق مزدحماً، فجأة اصطدمت سيارتها بالسيارة التي أمامها.. فنزل السائق من سيارته وضرب الرجل الموجود بجانب المرأة!

[/JUSTIFY]

صورة وسهم – صحيفة اليوم التالي