بسيطوا ..!
علقت بالذاكرة يوميات(عبد العاطي البيروقراطي) في المجلات المصرية.. أما في السودان فقد شكا منها العالم الخالد التجاني الماحي وسخر من الذين ينتظرون الرد ورد الرد ورد رد الرد.. في الفعل البيروقراطي يتحول الإنسان إلى أرقام وأوراق.. فيطالب بشهادة إنه حي يرزق.. لكن طبعاً ليس كل فعل بيروقراطي يعني تعطيلاً أو تلتلة للمواطنين ذلك لمسته في إجراءات وزارة التربية أو التعليم العالي.. فذهبت شقيقتي لتوثيق شهادة الماجستير فطالبوها بشهادة الثانوي.. ولما ذهبت هناك طالبوها برقم الجلوس رغم إن ذلك كان سنة 1981 أي قبل كم وتلتين سنة.. حقيقة تمكنت من فعل ذلك كله لكنه كلفها ماكلفها من جري ومساسقة.. قلت ربما هي حالة خاصة بإعتبارها خريجة معهد الموسيقى والمسرح الذي تحول إلى كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان.. لكن بعد أيام مرت زوجة زميلنا بشري سليمان التي تعمل على نيل الماجستير بنفس الطلبات.. لابد إنه إجراء احترازي لكنه يجعل (مُخنا يودي ويجيب) وهل ذلك لشكوك في الشهادات الجامعية وإنها قد تكون مزورة.. والتزوير جريمة يعاقب عليها القانون، وهذه من مهام الشرطة والنيابات والقضاء.. فإن معالجة الظنون في التزوير تتم في إطار الجريمة والعقاب.. ويمكن أن تخضع الشهادة الجامعية للتدقيق.. ربما إن هنالك إنفلاتاً بسبب الجامعات الخاصة.. إذن يطبق عليها.. خاصة وهي حديثة عهد يسهل هذا الإجراء وتختلف عن شهادة مرت عليها عقود من الزمان تقارب نصف القرن.. كما إن ذلك لاينبغي أن يطبق على الجامعات
العريقة التي لم نسمع بتزوير في شهادتها عهداً طويلاً..
هب إن الإجراء صحيح وسليم وله مبرراته أما كان الأجدى إنشاء قسم للمتابعة والتحري يقوم بالمهمة عوضاً عن المواطن الغلبان.. وهذه فرصة لتشغيل عدداً من الخريجين الذين لا يجدون عملاً.. نحن نشكوا من هجرة الكوادر العاملة في التدريس الجامعي وأصحاب شهادة الدكتوراة.. إذن نحن في حاجة إلى تغطية النقص بسبب الهجرة.. فمن باب أولى أن نسهل مهمة طلاب الدراسات العليا.. أن نهيئ لمن (يدق صدره) لعمل ماجستير ثم دكتوراة أما يكفي أن رسوم ذلك أصبحت عالية!! وليست في مقدور بعض طلاب الدراسات العليا..! أبعد هذا نجيء ونطالبهم بإجراءات بيروقراطية ليس إلا.. حقيقة ليست هذه فحسب ..
نحن نحاصر المواطن بمراجعات كثيرة.. فإذا أردت إنجاز أي مهمة تتعلق بدواوين الحكومة ستواجه بتطويل في الإجراءات، ومطالب مرات تبدو عبثية للحد البعيد.. ومع النهضة التكنولوجية التي عمت العالم وبعض القطاعات عندنا.. مثل الدفع المقدم للكهرباء (الجمرة الخبيثة) إلا أن مجالات كثيرة مازالت تعمل بمايسمى(الأمية التقنية) فلو كنا نستخدمها على أصولها لما أصبحنا إلى هذه البيروقراطية التي أصبحت ماضٍ عريق..
نحن نحتاج إلى الأكاديميين الذين نالوا دراسات عليا ومتقدمة، فقد أصبحوا ثروة قومية ينبغي أن لاندس منهم المحافير.. ولا أنا غلطان؟!!
الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]