الخدعة فی الحرب ليست بالحادثة المستحيلة !

جاء في (زاد الميعاد) في فصلٍ عن غزوة الخندق، قال فيه: إن رجلاً من غطفان يقال له نعيم بن مسعود بن عامر رضي الله عنه جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله إني قد أسلمت، فمرني بما شئت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إنما أنت رجل واحد فَخَذِّل عنا ما استطعت فإن الحرب خدعة] وكان ما كان من خدعة نعيم لليهود (بان العرب سيخذلونكم ويرجعوا لديارهم ويتركونكم لمحمد فی المدينة فلا تقاتلوا معهم حتی تأخذوا منهم رهاٸن!!) وبَلَّغ بعد ذلك العرب بتفكير اليهود بأخذ الرهاٸن!!
بالأمس قام [الفريق الأول الركن] عبد الفتاح البرهان القاٸد العام للقوات المسلحة رٸيس مجلس السيادة بالإفراج عن أحد أسرار حرب الكرامة، فقال سعادته:- (نحنا قبل 15 أبريل كان عندنا شعور بأن الحرب ستقع بين الجيش والدعم السريع، وطلبنا من الناظر أبوسن ناظر الشكرية الإتصال بكيكل، وتمت الترتيبات فی هذا الخصوص، عشان الموضوع ده يبقی واضح للجميع.)
(واضح سعادتك.)، وستظل الخبايا والأسرار فی جوف حرب الكرامة لم يحن الوقت بعد لإفشاٸها، ولعل كثيراً من الناس قد خاضوا فی أمر كيكل، وما أُبرٸ نفسی، فقد كانت كل الإحتمالات ممكنة، أو ما يسميه أهل الرياضيات (فضاء العينة، وهو مجموعة النتاٸج الممكنة لتجربة عشواٸية، كأن تلعب طُرة كتابة مثلاً.
وعلينا أن ننظر لما قام به كيكل بعين التقدير المستحق لا أن نستمر علی ذات النهج الذی كنَّا عليه قبل أن يُعلن عن تسليم نفسه وقواته للجيش، ويخوض العديد من المعارك الضارية ضد المليشيا المتمردة فی الجزيرة وغيرها من المواقع، وبعد ان قطع البرهان قول كل خطيب.
-النصر لجيشنا الباسل.
-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.
-الخزی والعار لأعداٸنا وللعملاء.
محجوب فضل بدري