رأي ومقالات

في محبة جمعة نوار

الصديق والرفيق محمد حامد جمعة نوار ، أيقونة الولاء الثابت والراسخ الذي لا يشوبه دخن، هو من الذين حوصروا في الحق وتحملوا الإبتلاء حربا وسلما، لم تجرفه عواصف الإصطفافات ولم تستثيره ثقالات الدراويش، رجل ممتلئ بالمعرفة، معرفة الذات والناس، معرفة أكسبته ثباتاً حير الراجفون والمرجفون .

لي معه تجارب وقصص توضح أصالة المعدن وطيب النفس وحسن البناء الذي يتمتع به الرجل ، بناء وضعت لبناته رفقة المجاهدين وصحبة الصادقين وتربية الجيش الصلدة، فما مر بنا من ظروف المسغبة ومحن الزمان الأسف الذي كُذِّب فيه الصادق وصُدِّق فيه الكاذب ونطق فيه الرويبضة وتقلد الأمر الأراذل باديَ الرأي .

ظل نوار يحلل وينصح ويقدم المشورة، مترفعا عن الصغائر صابرا في البأساء والضراء، لم يعطن نفسه يوما في محلسة التزلف والممالأة وصغار النفس ، ف نوار الذي مهما بحثت عن مثالبه فلن تجد ما تزمه به غير أنه (زول قعدات وشيشة)، وهذه لعمري تُعد لَمَماً يسيراً مقابل ما يقترفه شاتميه من الحفارين البائدين ..

أكتسب نوار خبرته الواسعة بالحياة والناس من خنادق القتال ومن صحبة الجياشة وأهل الكومبا ومن حكايات الحواري وقصص الديامة وقبلها من تكوينه الثقافي والمجتمعي المشبع بالفراسة والإقدام، وتبع ذلك العمل الصحفي تقديما وتحجيما وإقصاء، ثم ختم ذلك بصموده الأسطوري في أشهر الحصار والمحنة في حرب أبريل الغاشمة، فيمكنك أن تقول :

ياما دقت على صلعة ذلك الصنديد طبول، واليوم أتمنى للأخ بتعيين نوار ملحقا إعلاميا بسفارة السودان باثيوبيا .. يوضع نوار ولأول مرة في المكان الذي يمكن أن يحدث فيه فرقا، لا بخبرة مشجع من المساطب وإنما بخبرة لاعب طال به الزمان جالسا على دكة الإحتياطي، في الوقت الذي يزدحم فيه الميدان بالمواسير ..
يوسف عمارة أبوسن