رأي ومقالات

هذه الحرب لحظة وطنية غير قابلة لأي إختزال

قلنا أن الحقيقة هي أول ضحايا الحرب. أما أكبر الضحايا فيبدو أنه السيد الخندريس. لا يكف غلاة البلابسة، كما لا يكف المعتدلون منهم، لا فرق، بدمغ سدنة الحلف الجنجويدي بمعاقرة الخمر وهذا إتهام تنميطى ظالم إذ أن الكثير من فلنقايات الجنجا متدينون لا يقربون الخمر إطلاقا ومنهم معتدلون في مقاربة الخندريس ومنهم من أقلع بحكم السن أو أمر الطبيب وانضم إلي زمرة الذين هجرتهم المعاصي فحسبوها توبة. كما أن الكثير من أهل الحلف الجنجويدي قوم متدينون بالتزام لا شك فيه، يصلون أوقاتهم الخمس، صلاة تقليدية أو صلاة أصالة، ويصومون ويستدعون القرآن لدعم حجتهم بمهارة وصدق أحيانا واحيانا بشتارة من هو حديث عهد بالإسلام الإنتهازي.

وايضا المعسكر الاخر به نفس الصفات. إذ يوجد خمرتجية، كما يوجد مسلمون ملتزمون في صفوف البلابسة بإفراط كما يوجدون بين أهل البلبسة الوسطية بإعتدال.

أهم سىمة لهذه الحرب أنها لحظة وطنية نادرة الكمال الصافي وهذا يعني أنه يستحيل اختزالها في منظور تعسفي، ضيق، يعلي تفسيره لطبيعتها وفقه الاصطفاف في خضمها طبقة أو عرق أو إقليم أو جندر أو هوية أو دين أو تدين. إذ أن كل أصناف الشعب السوداني موجودة علي جانبي الصراع ربما بدرجة متقاربة التردد. كما يوجد ليبراليون ويساريون وإسلاميون ومثليون وبرجوازيون ومعدمون وجندريات في صفوف كل من جانبي الصراع.
ولكن يتم إختزال الحرب في فتائل متعصبين بالدين كما يتم اختزالها من أصحاب منظور طبقي أو عرقي لم يحسنوا هضم مناهجهم . وحدا بهم عسر الهضم الفلسفي إلي تقليص أرعن – طبقي أو عرقي أو حضري أو جهوي – لا يجوز ولا حتي من إنسان أحادي البعد.

ولو كان للمحاربين السودانيين درجة من التسامح أثناء حصار المصفاة أو الفاشر لجاز الإتفاق علي هدنة يومية من الثامنة مساء إلي العاشرة يلتقي فيها بعض من جنود الدولة مع جنجا للصلاة ويلتقي أخرون مع جنود المعسكر الاخر في كأس بالذات لشبهة وجود المستورد عند بعض كبار الجنجا.

لذلك لم يكن الإنكار هو رد الفعل الصحيح حين قال ود أبوهو أن البرهان لا يصلي وحين أطلق الحلف الجنجويدي مصطلح ياسر كاسات. رد الفعل الصحيح كان ويظل هو “أها وبعدين”!!!!، أو سوو وهات؟

معتصم اقرع