رأي ومقالات

تاملات في تكتيكات حلف البصيرة أم حمد للغباء والفساد

بعد طرد الجنجويد من مدني قلنا أن الذراع السياسي للحلف الجنجويدى قد درج علي إطلاق مبادرة سياسية للتغطية علي أي هزيمة تلحق بجند الجنجويد. وقلنا إننا لا ندري ماذا سيفعلون هذه المرة بعد أن مل الراي العام الندوات والورش بنفس الوجوه المتكررة ونفس الكلام الذي قدونا بيهو قد لعقود.

ولم ندر ما هم فاعلون بعد أن صعبت الإذارة الأمريكية المضي قدما بتشكيل حكومة في المناطق التي يسيطر عليها الجنجويد حين أعلنت أن الجنجا ارتكبوا جرائم إبادة عرقية وفرضت عقوبات علي دقآلوتهم.

ولكن صدق حدسنا الذي توقع مبادرة من جعبة الشق السياسي للحلف الجنجويدى. جاء رد الفعل لعودة مدني إلي أهلها في شكل حملة ضارية لتأجيج الفتنة العنصرية بين مكونات الشعب السوداني بهدف إخفاء هزيمة الجنجويد وتلطيخ إنتصارات الشعب السوداني. وهذا القول لا يعني عدم حدوث عدوان واستهداف مرفوض علي أهل كنابي هنا وهناك ولكنه يقول بوجود حملة هدفها إستغلال وتحويل ولي عنق أحداث مؤسفة لمصلحة الحلف الجنجويدى وتسجيل نقاط حتي لو كان ثمنها تعميق أزمات واحتقانات عرقية وطبقية موجودة في حدود لم تمنع المكونات من التعايش بصداقة مئات السنين.

الواجب الوطني هو الإعتراف بأي تجاوزات وإطفاء أي إنتهاكات وعقوبات خارج القانون ولكن ما يفعله الحلف الجنجويدى هو النفخ في كير الفتنة العرقية للتصيد السياسي في مياهها العكرة.

وبما أم الشق المدني للحلف الجنجويدي يتمتع بغباء ملفت للأنظار فانه لا يري أن حملات تأجيج الفتنة العنصرية من الممكن أن تلحق خسائر آنية تضر بسمعة خصومه ولكنها لن تساعد الحلف بل سوف تزيد من كره الشعب له وتقلل من أمكانيات أي عودةله لحكم أو قبول جماهيري.

فالحلف الجنجويدى، كما أللا -شيء، لا يميز بين التكتيكي والإستراتيجي لذلك كثيرا ما تاتي تكتيكات المدي القصير بخسائر فادحة في المدي المتوسط ولكنهم لا يتعلمون ولا يعرفون من السياسة سوي رزق اليوم باليوم. والإسترزاق ألاني بالفتنة العرقية سيرتد إلي نحر الحلف الجنجويدى. ورغم أن الوطن والشعب سيخسر من نفخ كير الفتنة العرقية، لكن خسائر الشق المدني للجنجويد ستكون أفدح.

كما أن الشعب قادر علي تجاوز خسائره الانية والمضي قدما ولكن خسائر الشق المدني للحلف الجنجويدى نهائية وستلاحق أهله مدي الدهر لانها تضيف الإتجار بالفتنة العرقية بغرض الكسب السياسي إلي سلسلة طويلة من العار تم فيها إستخدام الحرب والسلام والتهديد بتفكيك السودان وتقسيمه ودعوة الأجنبي للتسلط علي أهله.

ذكرنا سابقا أن الحلف الجنجويدي يتاجر بقضية الكنابى والدليل هو سكوته الطويل علي إنتهاكات أبشع ع أرتكبها الجنجويد. وفي هذه اللحظة تستهدف أالالة العسكرية الجنجويدية محطات الكهرباء في الشمال والشرق ولا ينبس كتاب الجنجويد ببنت شفة مع إن إستهداف البنية التحتية المدنية جريمة حرب في كتاب القانون الدولي الإنساني. وهي جريمة مميتة لان تدمير بنية الطاقة يقتل المريض في المستشفي نتيجة إنعدام الكهرباء ويمرض ويقتل المواطن في الأحياء كما يصيبه بالجوع والفقر بتعويق أدوات إنتاجه ووجوده اليومي.

ولكن حلف الجنجويد لا يهمه القانون الدولي الإنساني ولم يهمه إنتحار عشرات البنات المغتصبات من قبل الجنجا ولم يهمه التطهير العرقي للمساليت في الجنينة ولكنه الآن يخلق صورة ذهنية يبدو فيها الجنجويدى باليد والقلم كحادب علي زرقة الكنابى ينفطر قلبه لمعاناتهم.

وهذا يذكرنا بحدب الشق المدني علي فقراء السودان حين أدان رفع حكومة البشير للدعم عن السلع الأساسية ولما تولي الشق المدني الأمر رفع نفس الدعم أضعاف ما حاول البشير. ففي كتاب الشق المدني رفع الدعم علي يد نظام البشير هجوم يستهدف الفقراء ولكن رفع نفس الدعم علي يد حكومتهم هو مجرد إزالة تشوهات تعيد للإقتصاد جماله.

دموع الحلف الجنجويدى علي أهل الكنابى هي نفس الدموع التي سكبوها علي الفقراء حين شرع نظام البشير في رفع الدعم.

معتصم اقرع