تحقيقات وتقارير

هل ينجح الملتقى السياسي الثاني لتحالف سودان العدالة ؟

بحر إدريس يكشف التحديات وبشارة أرور يدعو البرهان … هل ينجح الملتقى السياسي الثاني لتحالف سودان العدالة ؟

تشهد مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر يوم السبت القادم انعقاد الملتقى السياسي الثاني بمشاركة 24 من الأحزاب المنضوية تحت تحالف سودان العدالة “تسع” برئاسة بحر إدريس أبوقردة.

وقال رئيس التحالف بحر أدريس لموقع “المحقق” الإخباري إن الملتقى الثاني لتحالف السودان العدالة (تسع) سينعقد يوم السبت القادم في قاعة أمانة حكومة البحر الأحمر ، وهو “امتداد للملتقى الأول الذي انعقد في قاعة الصداقة في الخرطوم عام 2022، ومن الناحية التنظيمية هذا الملتقى يضم 24 من المكونات السياسية، وهذه المكونات منتشرة في كل بقاع البلاد خاصة القيادات”.

وتابع: “هذا الملتقى ينعقد في ظل تحديات مختلفة عن التحديات التي انعقد في ظلها الملتقى الأول، تحديات كبيرة بعد أن أختلف الوضع تماما بعد الحرب، امتدت تلك التحديات إلى حرب شاملة، و حرب مدعومة من الخارج على مستوى الإقليم وعلى المستوى الدولي، باستخدام قوى سياسية وعسكرية داخلية من ميليشيات الدعم السريع وقوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي”.

وأضاف: “تعلمون أن هذا العدوان الكبير كان عدوانا يهدف إلى تقسيم الدولة السودانية كلياً إلى دويلات يصعب السيطرة عليها، هنالك طبعاً توجد أجندات متقاطعة لأن الجهات التي تعمل في هذا العدوان جهات كثيرة، ولا شك أن الهدف الأساسي لهذا العدوان، تقسيم الدولة السودانية إلى دويلات ثم السيطرة عليها، أو على الأقل تنصيب حكومة عميلة تابعة لجهات خاصة، وكيل كل هذه الجهات دولة الإمارات العربية المتحدة ومن خلفها عدد من الدول في العالم”.

وأكد بحر أن حجم الكارثة كبير، وبأن العدوان ما زال قائماً وكبيراً ، مضيفاً بالقول: “خاصة كلكم تعلمون أن محاولة استمرار الحشد والدعم عسكري عبر الطيران خاصة في الجزء الغربي من البلاد في كردفان وفي دارفور بإنزال مسيرات واسقاط أسلحة وحشد مرتزقة من جديد ، هذه المسائل مستمرة، وقلت بأن التحديات قائمة ولكن كل المؤشرات تدل على أنه الآن تم دحر العدوان بشكل كبير جداً خاصة في وسط البلاد وفي العاصمة القومية”.

وأشار بحر إلى أنه رغم أن هذا التحدي ربما يستمر بعض الوقت في غرب البلاد ولكن نحن بحاجة إلى أن نلتفت إلى ذلك ونعمل بذات الاصطفاف وبذات القوة حتى يتم الدحر تماماً في العاصمة، وفي وسط البلاد، وفي دارفور”.

تحدي البناء السياسي
وقال أبوقردة: “نحن نرى أن التحدي السياسي والتحدي الاجتماعي حتى ما بعد الحرب سيكون كبيراً جداً خاصة في إطار البناء السياسي، يتجاوز تراكم الأخطاء والتحديات الكبيرة التي استمرت منذ استقلال البلاد وحتى الان”.

وأردف :” هذا يتطلب أن نفكر بطريقة مختلفة لإيجاد معالجات تمكن من الاستمرار في العمل السياسي وإدارة البلد سياسيا بشكل مختلف، وهذا يتطلب من كل الكتل السياسية بما في ذلك تحالف سودان العدالة (تسع) أن تطرح رؤى وتحاول أن تتواصل مع كل الكتل والتحالفات لإيجاد أرضية مشتركة من خلال الحوار السوداني السوداني الذي بدأ منذ فترة وخاصة القوى السياسية الوطنية”.

موضوعات الملتقى الثاني
ويناقش الملتقى الثاني جملة من الموضوعات، أبرزها الوضع الراهن في البلاد من خلال المحاور العسكرية والسياسية و الإعلامية
والاقتصادية والعلاقات الخارجية والاجتماعية، بالإضافة إلى الإصلاح السياسي و الحزبي في البلاد ( الأحزاب السودانية – تجربة الكتل السياسية – الممارسة الديمقراطية و التحديات و مطلوبات الإصلاح)، و رؤية التحالف لمستقبل البلاد، وإنهاء العدوان العسكري الداخلي و الخارجي، والحوار السوداني- السوداني، وتحديات و مطلوبات الانتقال ، والانتخابات، تحديات و مراحل تقوية و إعادة بناء البلاد ( البنية التحتية – المجتمع – الاقتصاد – السياسة – المؤسسات العسكرية و الأمنية – العلاقات الخارجية).

كما يناقش الملتقى الرؤية الشاملة للتحالف ، والرؤية المختصرة ، ومقترح الدستور، و بناء و تفعيل التحالف في المرحلة القادمة وهيكل التحالف.

مكونات التحالف
ويتكون تحالف السودان للعدالة من حزب التحرير والعدالة وحزب تحالف الأمة الفدرالي وحزب العمل الوطني وحزب الحركة الشعبية وحزب شمال وجنوب الفونج وحزب التنمية التقدمي العدلي
وحزب أهل السودان وحزب الحركة الشعبية للسلام والتنمية والحزب القومي السوداني (الأصل) وحزب الوفاق الآن وحزب التحرر الوطني وحزب النهضة القومي وحركة ثوار التغيير والمجلس الأعلي للسودانيين بالخارج وتحالف الكتلة الوطنية والحركة الشعبية الديموقراطية وحركة العدل والمساواة (بنات) وحركة الشباب السوداني الواعد (حياد) و حركة شهامة وحزب مؤتمر البجا للتنمية والإصلاح وحزب دولة القانون والتنمية وتجمع أبناء النيلين وحزب العدل والمساواة القومي، والحركة السودانية المركزية (حسم).

دعوة البرهان
وعلى ذات الصعيد، دعا نائب رئيس حزب العدالة بالسودان بشارة جمعة أرور رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى جمع كل القوى السياسية للتباحث في ما بينها للوصول إلى اتفاق يُخرج البلاد من أزماتها.

وقال أرور في مؤتمر صحفي عقده بمكتبه اليوم (الثلاثاء) بمدينة بورتسودان أنه نبه قيادات الدولة قبل الحرب للمخاطر المحدقة بالوطن ، مشدداً على ضرورة انطلاق حوار شامل لكل الأطراف وصولا إلى التوافق الوطني.

واستنكر سعى الأحزاب نحو القوى الأجنبية أكثر من سعيها نحو بعضها ، وقال لا توجد دولة في العالم “ناسها يشكون بلدهم للأجنبي إلا السودان”، ونحن كسياسيين نزيد الشقة بيننا ، لذا لابد أن نتوحد من أجل سوداننا .

وقال بشارة إن التنسيقيات التي أنشئت خلال الفترة الماضية وكل الأجسام فشلت ولم تحقق أي تقدم فيما يلي حل المشكل السوداني ، واصفاً إياها بأنها صرف وإهدار للموارد ، وتابع متسائلا ماذا فعلوا ، ذهبوا إلى أديس وإلى جوبا والقاهرة وغيرها .

وحذر بشارة أرور في مؤتمره الصحفي من أن عدم توحيد القوى السياسية السودانية فيه مخاطر على السودان ، مطالبا الأحزاب بتقريب المسافات بينها وعدم التعويل على الأجنبي لأن ذلك لاينفع حسب تعبيره.

بورتسودان – المحقق – طلال اسماعيل