الصوارمي: لم يعجبني سقوط الاسد او تنحيه او رحيله
غياب الأسد
لم يعجبني سقوط الاسد او تنحيه او رحيله فالكيفية التي تنحي بها الاسد او سقط ما كانت شريفة ابدا. فهو بالأحرى قد خرج مطروداً من دولته على يد كتلة من التدخل الخارجي المخيف في الشأن السوري.
ما كان للاسد ان يرحل بهذا الاسلوب ابدا مهما كان منه. فرحيله بهذا الاسلوب يعد واحدة من المصائب او محنة من المحن التي تعيشها الدول العربية في هذا الظرف القاسي من عمر الامه العربيه.
لقد رحل الاسد مخلفا وراءه مجموعه من التساؤلات المرعبة جدا.. اولا تخلت عنه الدول الكبرى او الدول التي كانت تسانده مثل روسيا وايران. تخلتا عنه ببساطه شديدة جدا مما يدل على ان هنالك صفقة كبيرة مشبوة باعوه بها بثمن بخس. كذلك تخلت عنه الدول العربية ولم تدعمه ولو بمجرد المساندة الأدبية والسياسية. لقد افرح رحيله امريكا واسرائيل. ولا شك ان هاتين الدولتين عندما تفرحا فنحن نتوقف قليلا. فهل نفرح معهما؟ ام ان هنالك خبايا واسرارا واشياء تحت الاغطيه تجعلنا لا نفرح أبداً معهما. وعندما تفرح أمريكا وإسرائيل برحيل الاسد فهم آنئذ قد نجحوا في تخطيط وترتيب له ما بعده.
نعم لقد فرح بعضنا لان الاسد كانت له سجون وكان له ضحايا وكانت له اشياء تخص السوريين وتخص الشأن السوري الداخلي، ولكن لم ينظر هؤلاء الفرحون من العرب الى ما بعد سقوط الاسد. مثل ما فرحوا بسقوط صدام ثم انكشف الامر من بعده وفرح بعضهم بسقوط القذافي ثم انكشف الامر من بعده وتحولت دولهم من بعدهم الى مقاطعات مجزأة، وهنالك مصير مشابه ينتظر السوريين. فهذ الرحيل الذي خُطط له تخطيطا خارجيا محكماً مريعا ومثيرا للرعب هو تخطيط لا شك انه ليس في مصلحة السوريين. الجهة التي خططت لرحيل الاسد قد خططت حقيقة لما بعد رحيل الأسد وهذه الجهه لا تخطط لراحة السوريين ولا لإطمئنانهم ولا لرفاهيتهم ولا لنمائهم وبالتالي عليهم ان يفهموا الدرس وعليهم ان يعملوا بكل ما اوتو من قوه الإدراك لتلافي امرهم، ولكي يكونوا اكثر قوة ووحدة وصلابة لمجابهه الاخطار المحدقةبهم. فمستقبلهم سيكون في أيدي من تعاونوا على طرد الأسد من عتاة المخابرات العالمية.
اقول للإخوة السوريين تيقظوا تيقظوا.. فان العدو ببابكم. فما بعد رحيل الاسد هو ليس الورود والزهور التي ستفرش دربكم.
عميد/ الصوارمي خالد سعد