رأي ومقالات

🔴 قراءة أعمق في الفيتو الروسي

□ هذا الفيتو في ظاهره دعم دبلوماسي غير مسبوق للسودان و هو كذلك، غير أنه في بعد أعمق يشكل مفاصلة تاريخية بين الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الثانية وبداية عهد جديد في السياسة الدولية، وتبلور عالم متعدد الأقطاب سياسيا عقب إطلاق مجموعة البريكست لعملتها و نظام تحويلاتها المالية العالمي الجديد في قمتهم في أكتوبر الماضي اقتصاديا.

□ ومن زاوية ثنائية فقد انتقمت روسيا من الصلف البريطاني والعداء بينهما الممتد لأكثر من ألف عام، وفي التاريخ الحديث 1943 فإن تشرشل هو من اوعز استخباريا وعبر الأمريكان أيضا لهتلر بمهاجمة الإتحاد السوفيتي، بغرض أن يخفف من ضغط الرايخ على جبهة بريطانيا وأوروبا الغربية أيضا توحل هتلر في ثلوج روسيا التي هزمت من قبله نابليون. ونتيجة لهذا فقد قتل أكثر من 30 مليون مواطن سوفيتي، و في العام 83 اوعزت مارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا للرئيس الأمريكي رونالد ريجان باحتواء الرئيس السوفييتي جورباتشوف وتفكيك الإتحاد السوفيتي عبر تلك العلاقة المسمومة وقد كان.

□ وتمثلت الإهانة الروسية لبريطانيا في هذه الجلسة في مستوى التمثيل حيث أنه من المعلوم أن بريطانيا تعد لمشروع القرار هذا منذ أشهر توطئة لعرضه عند توليها الرئاسة الدورية لمجلس الأمن هذا الشهر، وقد تحمس وزير الخارجية البريطاني العمالي الجديد ليكون هذا الإنجاز الاستعماري على يديه حضوريا في ظل الخداع الروسي و عدم التهديد أو التلويح بالفيتو من قبل الروس. □ وحضر الوزير البريطاني منتشيا وصفعه الروس ليس بعدم حضور وزير الخارجية الروسي لافروف بل غاب حتى المندوب الدائم الروسي في الأمم المتحدة وظهر بديلا عنه نائبه في صفعة دبلوماسية نجلاء للوزير البريطاني أسمر المظهر، مستعبد أبيض المخبر.

□ علينا إستثمار هذا الفتح الدبلوماسي وتطويره من موقف داعم إلى شراكة استراتيجية في المجالات كافة مع روسيا.
السفير/ عبدالله احمد عثمان
19 نوفمبر 2024