علاء نقد ليس معتوهاً ولا مجنوناً (بشهادة)، كما قد يتراءى لغالب المشاهدين للوهلة الأولى
علاء نقد ليس معتوهاً ولا مجنوناً (بشهادة)، كما قد يتراءى لغالب المشاهدين للوهلة الأولى، بل إن الرجل يمثل حالة نموذجية معيارية للقحاطة الذين أدمنوا حالة أن يفعلوا كل الموبقات ويستحلوا كل المحرمات، وأن يبتذلوا كل الشعارات والمفردات والقيم باسم الثورة، دون أن يجرؤ أحد على اقتحام سياج القداسة المضروب حولها، ولا يرغبون نفسياً وذهنيا في الخروج من هذه الحالة، بل لا يستطيعون استيعاب ما جرى بعد ذلك من متغيرات مهما بلغت فداحتها، وكيف أن الله قد أزرى بهم زراية ما بعدها، وأبطل سحرهم؛ فأصبحنا نراهم يقاومون كل ما من شأنه أن يردهم إلى حالة الوعي السوي والإدراك للطبيعي للأمور بعنفوان غريزي بالغ وشراسة تلقائية فيما يشبه الحالة التي تنتاب بعض المرضى خلال طور الإفاقة من تأثير أنواع معينة من أدوية التخدير بعد إجراء العمليات الجراحية، وما يحصل منهم من مناكفات ومضاربات.
هؤلاء القوم حالتهم تتردى يوما بعد يوم، ومرشحة لمزيد من التدهور بما ينذر بموجة عارمة من رقص الجنون في المشهد السياسي.
Zuhair Abdulfattah Babiker