الصامت المتحكم
ظل المؤتمر الوطني من اكثر القوي السودانية صمتا و اكثرها تحريكا للاحداث .
ثار الحديث حول المؤتمر الوطني منذ الاحد الماضي إثر تصريحات لقادته حول إنعقاد مجلس شوراه .
لم يكن الحديث عن شان داخلي موفقا و لكنه حدث .
منذ نهاية حقبة الانقاذ ظلت مواقفه هي الفاعلة فقد كان موقف رئيسه المشير البشير بتسليم السلطة دون تنازع هو ما حفظ البلاد من فتن و صراع كبير و ما اكد انه لا يريد السلطة و لا يسعي لها .
عندما عزم الدعم السريع علي الإستيلاء علي السلطة سعي لكسب الوطني لصفه في معركته و كان الرد القوي علي قائد الدعم السريع بأنا لن نقف معكم لانكم ( بندقية للإيجار ) كان ذلك هو السبب الأول في ان يضع التمرد سمة ( الفلول ) ثم يطلقها علي الشعب السوداني كله و يتحرك بها في دعايته الحربية و إنتهاكاته و كانت شاهدا علي انها حجة لا تفف علي ساق و انها محض غضب و تعبير عن خذلان يحس به .
لم يتأخر المؤتمر الوطني في دعم القوات المسلحة ضد التمرد .
إذ سرعان ما إنخرط شبابه في القتال من تلقاء انفسهم و من القيم التي إستقوها منه .
ظلت مواقفه تمثل الترياق السياسي ضد قحت سابقا وتقدم لاحقا و تمثل الارضية السياسية في وجه داعمي التمرد من السياسيين .
ظلت تقدم تنسج الاقاويل السلبية و تنسبها للوطني و لا تستطيع ان تحدد قائلها و جل افعالها إن لم يكن كلها هي رجع صدي لما يحدثه الوطني .
بل تصدت قواعد المؤتمر الوطني للمبعوث فولكر صانع الوثيقة الدستورية و الداعم الأكبر للدعم السريع حتي تم طرده من البلاد .
إسهام المؤتمر الوطني في تطوير و نهضة القوات المسلحة سبق قيام الحرب فهو صاحب المساهمة
الكبيرة في بناء جيشنا بقوته الحالية و خاصة سلاح الطيران المتميز بقوة الأداء بل كان هو الحاسم في المعركة .
و يقف التصنيع الحربي شاهدا و هو الذي قام علي شباب و علماء الوطني .
إسهامات المؤتمر الوطني ممتدة نجدها في قطاعات الطلاب التي صنع فيها قيادات في شتي المجالات .
و بث فيها و في المجتمع السودان من قيم الإسلام التي تجلت في المساجد و المجتمع كله .
وصمه المعارضون له بكل قبيح و لكنه عاد و هو بعيد عن السلطة اقوي منه و هو يملكها .
الذين يطالبونه بمراجعة تاريخه و افعاله هم الأحق بذلك إذ ظل هو مع الشعب و الجيش و الوطن و ظلت تقدم و من معها هم اهل الحرب و من يوقد نارها و هم من تصيبهم لعنة السودانيين اينما كانوا داخل و خارج السودان .
ظل الوطني الحزب السوداني الوحيد الذي له مجلس شوري و له جلسات منتظمة و يغير قياداته و لم تكن تقدم و احزابها و من يدور في فلكها تتوفر علي مؤسسات شوري .
ما بعد الحرب مرحلة تختلف عن سابقتها و هي التي تستحق ان ينظر فيها الوطني و يعيد ترتيباته وفقا لمقتضياتها إذ يحتاح لقدر اكبر من الشوري داخله و يحتاج تجديد القيادات و المنهج و البرامج لتوافي مكتسباته و ما حققه.
ستكون التحديات كبري و تكون الحاجة لبناء وطني جديد اكثر إلحاحا .
علي الوطني ان يدرك حقيقة قوته البينة و الحاجة له مستقبلا و عليه البناء علي ذلك حتي لا يكون اقل من آمال و طموح قواعده و الشعب السوداني فيه
راشد عبد الرحيم
________________
نقلا عن المحقق.