رأي ومقالات
القوات المشتركة في مختبر الوطنية بلا مواربة
عبر تاريخ نضالها الطويل والمتواصل من أجل بناء دولة المواطنة المتساوية القائمة على علاقات سياسية وقانونية راسخة بين المواطن والدولة ألتي تتأسس عليها حقوق وواجبات منصفة وعادلة بين جميع مكوناتها بدون تميز أو تحيزات على إي أسس كانت عرقية اوقبيلة أو دينية أو ثقافية أو جهوية اوإجتماعية ،هذه المعادلة التي فشلت في معالجتها كل الانظمة الوطنية التي تقلدت امر وإدارة شأن البلاد عقب الاستقلال المجيد و كانت مدخلا لكثير من الكوارث والأزمات التي منيت بها وأصاب استقرارها في مقتل وهددت نسيج وحدتها الموروث اداريا وجغرافيا وإجتماعيا وثقافيا فمنذ ذلك الحين صار الداء العضال الذي يعيق عملية بناءها على أسس جديدة وحديثة ومقبولة لدى الجميع الذي يراعي زخر تنوعه وتعدده المبهر ،إن إصرار بعض النخب على المضي على ذات الدرب المعوج والمنهج المعطوب الذي اوصلنا إلى مانحن عليه من حال ومأل من حروب وإقتتال ودمار وتشرد ونزوح وجرائم وانتهاكات وفظائع وجراح وتحطيم حلم الأجيال في وطن أمن ومستقر ومزدهر إقتصاديا ومتقدما إجتماعيا وبحقوق مواطنة كاملة غير منقوصة وصالحة، يؤدون فيه واجباتهم وإلتزاماتهم الوطنية بوفاء وإخلاص.
إن طريق بناء الدولة وجلب السلام المستدام والاستقرار يقتضي الاعتراف بالأخطاء العميقة التي ارتكبت عبر الحقب المختلفة في إدارة شؤون بلادنا وحكمها حتى نتمكن من مخاطبة جزور مشكلاتنا الغائرة التي هي ليست عصية على الحل إذا أقلع غلاة الوطنية وادعيائها وتوفرت الإرادة المطلوبة وتواضع الذين نصبوا انفسهم أوصياء على مصير البلاد والناس وسمت وارتقت نفوسهم إلى مستوى المسؤولية الوطنية المشتركة وتصالحوا مع ذواتهم وانفسهم.
إن عملية بناء الوطن هي دنميكية في الاساس وتفاعل تاريخي وحضاري وثقافي لعناصر التكون التقليدي للدولة يسهم فيه الجميع بموجب الانتماء والمواطنة الصالحة التي تتطلب المشاركة الفعالة في تحديد مصير الوطن ومايجب أن يكون عليه مستقبلا صنعا وبناء.
إن حرمان أوإقصاء مشاركة إي مواطن أو مجموعة او مكون من هذا الحقوق يغوض وينسف عمليا جوهر فكرة دولة الحقوق والواجبات الكاملة والمتساوية التي ناضل وكافح وضحت من أجلها اجيالا لبلوغها وجعلها واقعا في حياتنا المترنحة
لن تقبل أجيال اليوم ولا الغد بعد المعاناة والتضحيات العظيمة التي قدموها ، بالبقاء في موقع التردي السياسي والانحطاط الاخلاقي والقيمي السائدة ،وهي أمنية لبعض اصحاب النفوس الموغلة في الأنانية و محدودة الافاق لاتبصر الا في حدود الذات والانا وفي سبيل المحافظة على هذه الوضعية المختلة والظالمة والهاضمة لحقوق الاخرين والغير تلجأ إلى اقذر الاساليب وأخبث الوسائل (التشويه والتشهير والتلفيق ونسج الاكاذيب والتضليل )المجردة من الاخلاق والقيم حماية وإستمرارا لمصالحها وامتيازاتها المتحصلة بغير وجه حق .
إن توظيف طبقة الامتيازات التاريخية لبعض الأقلام النتنة والمأجورة (رشان اوشي ) تجسد النموذج الأكثر قبحا ودمامه عبر تاريخنا الوطني في إثارة خطاب الكراهية لخلق التنافر والتباغط لضرب نسيج وحدتنا الاجتماعية والسياسية الذي تحقق بوعي وإدراك الشعب السوداني بالأسباب الكامنة وراء هذه الحرب التأمرية التي اشعلتها مليشيات الدعم السريع .
إن الذين يراهنون على سفهاء العقول من حاملي الأوراق والاقلام المأجورة للنيل من قوى الكفاح المسلح وإعاقة حركة التاريخ والتجديد والاصلاح لبناء الدولة الوطنية الدستورية والقانونية الحامية للحقوق والحارسة والامينة على مكتسبات الشعب السوداني نقول لهم تأنسوا على ارصفة التاريخ وواسوا بعضكم بعضا واضحكوا على وقع الاماني والأحلام الجميلة وشجون الزكريات فذلك امر مشروع،اما أمرنا فصار حتميا تسعى إلى تحقيقة كافة القوى الوطنية التي يهمها وحدة بلادنا واستقرارها ونماءها وفي مقدمة ذلك قوى الكفاح المسلح بمكوناتها الثورية والسياسية المعلومة بنضالاتها وتضحياتها المبذولة دون من ولا أذى والشعب السوداني كذلك.
إن أصحاب الهامات الصغيرة من حداث الآفاق قليلي التجربة والخبرات والعطاء وادعياء النضال الذين يكثرون الضجيج والصياح شفاعة وإرضاء لمن يجودون إليهم بالاموال ووعود بالفتات وفي غمرة السكر هذه تحركهم الاحقاد والغيرة والحسد الهالك للمروءة نقول لهم ارعوأ وعودا إلى رشدكم فأن عوراتكم ليست مستورة وسلوكياتكم مفضوحة ومقاصدكم مكشوفة فأنتم ليس في ستر أمن .
إن القوات المشتركة سوية في تكوينها ومنشأها وتغذت بقيم واخلاق النضال والثورة وتأدبت وتهذبت بها وهي حصن الوحدة الوطنية بلا منازع وتخضع إلى توجيهات قيادتها السياسية والعسكرية العليا ذات الوعي العميق بالمصالح الوطنية العليا المقدمة على إي منفعة أخرى فاليهنأ الشعب السوداني قاطبة ونم غرير العين لن تؤتي من قبل المشتركة هم فقط سم للجنجويد واعوانهم والأقزام .
يس محمد آدم جمعه
نائب امين الشؤون السياسية لحركة العدل والمساواة السودانية