رأي ومقالات

🔴 حميدتي قائد المليشيا الاجرامية يخضع لسلطة ماسك المذهلة

السلطة التي تملكها شركات مثل فيسبوك و X والتي يملكها أفراد في النهاية سلطة مذهلة.
تصور شخص مثل حميدتي كان يخاطب الأمم المتحدة وكل العالم وتنقل عنه قنوات الأخبار والصحف من خلال حساب في موقع X. وبين ليلة وضحاها توقف هذا الحساب!

ملايين الدولارات، عتاد، أسلحة ومرتزقة، علاقات خارجية وكل ذلك يعتمد على حساب في منصة يملكها شخص اسمه إيلون ماسك.

حين كان حميدتي يريد توجيه رسالة إلى الإعلام كل الذي يفعله هو أن ينشر على حسابه في تويتر. يتعامل مع الأمر وكأنه حق طبيعي صلب، حساب المليشيا على تويتر حساب رسمي موثق وكذلك حساب حميدتي الشخصي. ومن هذا الحساب تصارع المليشيا دولة بأكملها، دولة بكامل مؤسساتها. ولكن كل ذلك كان صرحا من خيال فهوى، وذلك لأن إيلون ماسك قد غير رأيه في المليشيا.

سلطة ماسك كفرد تكمن في أنه استطاع أن يرسخ حقيقة عجزت عنها دولة كاملة بأجهزتها وتغافلت عنها دول ومنظمات، وهي حقيقة أن المليشيا كيان إجرامي مدان ومنبوذ. هي بطبيعة الحال ليست حقيقة بالمعنى المطلق، هي حقيقة مصنوعة في سياق معين ولها معنى معين ضمن هذا السياق، والسياق هنا هو سياق إعلامي تسوده معايير ومقولات ضمنية تصف وتصنف وتعاقب وتدين، المليشيا أصبحت مدانة ومنبوذة بموجب هذه المعايير،

وهي معايير لها صوت وصدى ومعنى في العالم الذي تستهدفه المليشيا برسالتها الإعلامية. ففي المرة المقبلة التي سيخاطب فيها قائد المليشيا العالم سيخاطبها من منصة آخرى، وفي الخلفية أنه قد تم حظره من منصة X التي صنفته كمنظمة إجرامية وخطيرة، وهي شهادة مؤثرة.

من الطبيعي أن تكون هناك منظمة لها قضية تحارب من أجلها ولكنها لا تعجب الغرب ومعاييره وهي أيضا معايير نسبية غير مطلقة وفي كثير من الأحيان مسيسة ومنافقة،

ولكن مشكلة المليشيا تكمن في كونها قد حاولت تقديم نفسها للعالم وللغرب على أنها تحارب الإسلاميين أعداء الغرب من أجل قيم الديمقراطية وأنها مع الشعب ومع ثورة ديسمبر بينما خصومها يمثلون التطرف والإرهاب المعادي بالضرورة للغرب ولقيمه. لقد فشلت في ذلك وتم تصنيفها إعلاميا كمنظمة إجرامية وخطرة.

وسيكون لذلك تأثيره على أرض الواقع، وهو في الأساس ليس منفصلا عن موقف المليشيا خارجيا ونظرة العالم لها. ففي النهاية وسائط التواصل الاجتماعي لا تعمل في فراغ، هي جزء لا يتجزأ من الواقع الحقيقي.

حليم عباس
حليم عباس