رأي ومقالات

حسين خوجلي: ود مدني بين السواك والارتباك

لما استعصى فتح مصر على عمرو بن العاص أربعة أشهر أرسل الفاروق رضي الله عنه رسولاً لاستدعائه واستبداله بقائدٍ آخر مستنكرا تخلف الجيش عن الفتح، فاستبقى عمرو بن العاص بدهائه المعهود الرسول لبعض الوقت، وكلفه ببعض المهام. وأصبح داهية العرب يعتصر ذهنه ليل نهار في سبب استعصاء حصون مصر عليه، وبعد تمحيص عميقٍ وتدبر أدرك أن السبب الحقيقي هو أن جنوده كانوا يهملون فضيلة السواك، فأمرهم باحتطاب أعواده من النخيل، فلما تمسكوا بهذه الفضيلة تم الفتح بعد أيام بسهولة ويسر.

عندما قرأت هذه الرواية العجيبة التي تحمل الكثير من المعاني تذكرت استعصاء فتح ودمدني بالرغم أنها محاصرة بأربعة جيوش مدججة بالسلاح والعتاد والرماة. فتسائلت مراراً تُرى هل هذا بسبب غياب فضيلة السواك أم بسبب حضور رذيلة الارتباك أم الاثنتين معاً؟

حسين خوجلي