زيارة (الكاهن) قوبلت باحتفاءٍ كبيرٍ من الرأي العام الشعبي
زار محور (كوستي – سنار).. ووقف على ترتيبات القضاء على الجنجويد..
البرهان في جبل موية.. تضييق الخناق وتامين الانتصار
زيارة (الكاهن) قوبلت باحتفاءٍ كبيرٍ من الرأي العام الشعبي
البرهان اطمأن على سير العمليات وخطة القضاء على الميليشيا
معركة (جبل موية) تُعد تحولًا كبيرًا فى ميدان المعركة وتوازن القوى..
تقرير_ محمد جمال قندول
مع تزايد رقعة الانتصارات والأفراح، شكل رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة حضورًا كبيرًا أمس، وهو يتفقد القوات في محور (كوستي – سنار).
زيارة (الكاهن) كما يحلو تسميته فى وسائل التواصل الاجتماعي، قوبلت باحتفاءٍ كبيرٍ من الرأي العام الشعبي، خاصةً وأنّه الظهور الأول للجنرال في هذا المحور، بعد دحر الميليشيا الإرهابية بجبل موية وفتح طريق (سنار – ربك)، وتخفيف الضغط على ولاية الجزيرة، والانفتاح على سنار ومن بعدها النيل الأزرق، نسبةً لأهمية المنطقة التي استغلها التمرد مستودعًا للعتاد والسلاح.
الانتصار الساحق
البرهان وفي إطار تطوافه على محور (سنار – كوستي)، زار جبل موية والذي شهد معاركًا ضارية تحررت على إثرها هذه المنطقة الاستراتيجية، والتي من الممكن أن تكون بداية الانطلاق الحقيقي لتحرير ولاية الجزيرة.
وفي زيارته، تقدم البرهان بالتهاني للجيش والقوات المساندة من جهاز المخابرات العامة والمقاومة الشعبية والمستنفرين، مباركًا الانتصار الساحق على الميليشيا.
وأهمية جبل موية للميليشيا كانت بائنةً في خطاب قائدها المتمرد (حميدتي)، من خلال حالة اليأس التي بدت عليه في خطابه الأخير، وإقراره بالهزيمة، وهذا يؤكد تعويل التمرد على استغلال منطقة (جبل موية) في فصل الولايات الوسطى (النيل الأبيض – سنار – الجزيرة – النيل الازرق) عن العاصمة، مما يمكن أن يتيح للميليشيا بأن تمضي في اتجاه فصل هذه المناطق بعد فشل مخطط فصل دارفور بصمود القوات المسلحة والمشتركة في الدفاع عن حاضرة ولاية شمال دارفور الفاشر.
الانتصار بمعركة (جبل موية) وتحريرها من الميليشيا ملحمة قائمة بذاتها، تعزز ثقة الجيش في نفسه قبل ثقة الشعب فيه، وتجعل حدود السودان آمنةً مع جنوب السودان باتجاه النيل الأبيض، ومع إثيوبيا في اتجاه النيل الأزرق، وبالتالي هذا يقطع الطريق أمام الميليشيا لخلق علاقات تواصل خارجية، وهي التي سعت إليها في غرب دارفور مع تشاد.
نهاية الجنجويد
هبوط رئيس مجلس وقائد الجيش أمس بـ(جبل موية)، كان له وقعٌ معنوي كبير لدى القوات، وقد احيطت الزيارة بالسرية حتى تمت بنجاح، وهذا يعني القراءة الدقيقة والفاحصة للاستخبارات العسكرية للمنطقة، وهو مؤشرٌ لنهاية (الجنجويد) في تلك المناطق قبل الانفتاح الكامل وتحرير الجزيرة.
الزيارة أخذت بعدًا سياسيًا مهما من خلال (ترند) شباب القوات المسلحة الذين قدموا التحايا للقائد بطريقة خاصة بحسب مقاطع الفيديو التي تم تداولها بشكل كثيف، حينما قال أحد الشباب وردد معه آخرون (نحن مبسوطين أوووي).. الحديث باللهجة المصرية كان وقعه مؤلمًا على الميليشيا كقصف نسور الجو التي حياها البرهان، وذلك أنّ الشباب قصدوا الإشارة إلى تفنيد مزاعم قائد ميليشيا الدعم السريع بقصف الطيران المصري لهم في منطقة (جبل موية)، ولذلك ردد الشباب العبارة أكثر من مرة باللهجة المصرية ولسان حالهم يقول لقائد التمرد: (دا جيش قوقو ما بتداوس).
العبارة المصرية الشهيرة (مبسوطين أوووي) ضاهى ترند (دبل ليهو).
دحر التمرد
وحيا رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الجنود من القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، على التضحيات الجسام التي قدموها في سبيل دحر التمرد واستعادة الأمن والاستقرار للمواطنين في كافة ربوع البلاد.
ويرى خبراء عسكريون بأنّ رحلة البرهان لمحور (كوستي وسنار) ومنطقة (جبل موية)، لا تنفصل عن مجمل زياراته المستمرة للخطوط الأمامية.
ويضيف الخبراء بأنّه ومن خلال المتابعة يتضح أنّ الزيارة ليست لتفقد القوات ورفع الروح المعنوية فحسب، بل للاطمئنان على سير العمليات وخطة القضاء على الميليشيا، خاصةً وهذه المنطقة التي شهدت معاركًا شرسة وانتصاراتٍ كبيرة، تُعد تحولًا كبيرًا في ميدان المعركة وتوازن القوى. ومن المنتظر أن تستمر القوات المسلحة في التقدم ونظافة كامل المنطقة كما تشير لذلك زيارات القيادة العليا، والتي في سياقها تأتي زيارة البرهان وسبقه نائب القائد العام الفريق أول كباشي.
تقرير_ محمد جمال قندول
الكرامة