الدكتور فضل الله أحمد عبدالله: مصر الحكاية الأبقى دوما
مصر الحكاية الأبقى دوما
الدكتور فضل الله أحمد عبدالله
في عواصم بلدان العرب ،
تتقلب الأحوال ، وطبيعة الأزمات ،
وتتغير تبعا لها طرائق التفكير والمعالجة .
إلا القاهرة ،
هي نسيج أصالة أهلها ، في تفردهم المائز لمعنى الإنتماء .
أكرمتنا بأن نرتقي منصات الفكر والثقافة ،
ونتوغل في مساحات جمال أرواح أهلها ، مرات كثيرة ، وفي أوقات مختلفة ومتباعدة .
القاهرة هي القاهرة ،
تتزحزح الأشياء وتتخلخل ، هي على حالها ثابتة في مبدئية إنسانتيتها ، واستنارتها .
القاهرة عاصمة عواصم العرب ،
مثل نبض الفجر ،
تظل المسافة بيننا مثل رمش الروح للعين عندما ترغب في السبات .
هي مصر ” المحروسة ” جاءت إلى الدنيا بحقول الشعر ونصاعة الفكر مثلما جاءت بحقول القمح وثمار الفرحة الأولى ، ووهج الحكايات
والحكاية هي الأبقى دوما حسب قول طه حسين في دعاء الكروان :
( فالحكاية تستعصى على الموت ، الحكاية تستعصى على الإمتلاك ، لا يستطيع أحد أن يقبض على صوت الكروان وهو يعيد ترديده ويوقظ داخل كل منا حكاية )
مصر بلاد تبصر بعين البصيرة ، ما لم يبصره أحد ،
تمشي وئيدة الخطى ،
تصنع إشراقة المستقبل بالمعرفة والفكرة المزهرة .
هكذا كانت – ولا تزال – قبسا من أشراق العلم والأدب والفنون والعقول المتقدة