حميدتي: “أنا مهزوم”؟!
خطاب الإرهابي المرتزق الأمبارح حقه الناس تركز معاه وتحاول تفهمه كويس بعد تتخطى القشرة بتاعت طبيعته الفوضوية المبعثرة، والناس ما يفتكروا انه دة خطاب زول مهزوم، وإن كان حالة التداعي الميدانية واقع لكن أبوظبي ما يزال في جرابها بعض المناورات العسكرية والسياسية لم تستنفذها بعد. دُمية أطماع بن زايد التوسعية الكولونيالية دة ظاهر انه سعى يبالغ في التعبير عن إحساسه بالهزيمة، وواضح انه زول طالع داير يعمل نوع من التشويش على الناس سياسياً وعسكرياً .. الشق العسكري متأكد إنه بيروقراطية الجيش استلمته قبلي وبتعرف أحسن مني كيف تستجيب ومتين، أما سياسياً فالمرتزق الخائن دة حاول ييعمل حاجتين:
– حميدتي رمى طُعم وناس كتار بلعوه، واستجابوا لخطابه التقسيمي الانكفائي بتاع تعريف الحرب قبلياً وإثنياً، ودة عملياً الخطة الأخيرة الممكن تهزم معسكر السيادة الوطنية وبقاء الدولة من داخله، وبجانب دة يستخدم الخطاب بتاع المجموعات الفي معسكر السيادة لزيادة الاستنفار باستغلال غريزة الخوف، فأمبارح كان اول مرة يطلع الإرهابي حميدتي لحشد المرتزقة للقتال، فموضوع الوقوع في الفخ دة أمر مفروض الناس تعرف انه التعامل معاه ولو بالهظار أمر ضار ومنزلق مدلهم، وبرضو حاجة غير كافية انه يكون واعين بيه القطاعات الفاعلة في المجتمع بس، بل عاوز تدخل صارم وموقف صلب عملي لا يُساوم من الدولة، فالناس لاحظت مفعول كلام البرهان بعد أول مرة قال تعريفه للحرب كعدوان اماراتي قدر كيف الحاجة دي غيّرت في التصور الداخلي والخارجي، ودة حاجة نحن قاعدين نتكلم سنة ونص عنها ما عملنا ربع الأثر لانه بس دة كلام رأس الدولة، فالموقف من محاولات تقسيم الأمة على أسس غير مصالحها كأمة في البقاء وحقها في تقرير مصيرها يجب انه يكون ماف تهاون فيها، ولا بالضحك او الهظار في محكّات زي دي.
– زجّ دمية ابوظبي المُقيم عندهم دة باسم مصر في سياق الانكسارات والهزائم المتتالية للمليشيا ليس من باب الحُنق والغضب، بل هي مسألة مُفكّر فيها والهدف المباشر منها انها جاية في سياق حملة أبوظبي لإعطاء نفسها مبرر للتدخل الهجومي بمسيراتها الاستطلاعية الحديثة الحايمة في سماء دارفور من تشاد، الذريعة البتبني فيها أبوظبي بدأت بالحملة الكاذبة والمريبة بأن السودان ضرب بيت السفير في الخرطوم، واصرارهم على الحكاية دي رغم انه واضح للجميع انه دة غير حقيقي، بل ودة اصلا بيت مؤجر، لكن اصرّت ابوظبي على تجريم السودان بالكذب واستنفرت كل علاقاتها الدبلوماسية وتضامنت مع كذبها اكثر من مائة دولة، وبعديه جاء كلام حميدتي عن مشاركة مصر، ففي سياق تنازع السيادة اللي بحاولو يرسخوا ليه القحاتة، وسردية “الطرفين” فكما هناك طرف تدعمه مصر بطيرانها، من حقنا كطرف ان تدعمنا من يدعمنا بطيرانه أيضاً، تماماً كليبيا.
الخلاصة انه صحيح الدولة بتحقق في انتصارات سياسية وعسكرية ودبلوماسية مهمة ضد حرب الاحتلال والاستتباع، ولكن حتى تكون هذه الانتصارات صلبة لا تقبل الارتكاس والانتكاس يجيب ان تتمسك في كل المراحل بجديتنا، وان ندرك مصيرية ووجودية وحجم المخطط المراد به ابادتنا وتهجيرنا عن ارضنا، وان نعي باستمرار ان السيناريو الوحيد لتحقيق الانتصار الكامل هو ان نخوض الحرب كأمة سودانية عريقة بكل مكوناتها، عدوها ليس فرد او مجموعة مهما حاول البعض اختطاف اصواتهم، بل عدونا هو مشروع احتلال واستتباع وابادة يمثل فيه الجنجويد الذراع العسكري وقحت الغطاء السياسي والإعلامي، بذلك الوعي القومي الجاد والصارم فقط نستطيع أن نحفظ أُمتنا ونحرر بلادنا.
أحمد شموخ