رأي ومقالات

🔴 تورط أميركا السكوتي في حرب الغزو على السودان !

الرئيس الأميركي وخلال لقائه مع الرئيس الأماراتي أواخر سبتمبر المُنصرم أعلن دولة الأمارات “شريك دفاعي رئيسي” للولايات المتحدة، وهو تصنيف لم تمنحه اميركا من قبل لأي من الدول الحليفة لها من خارج الناتو سوى للهند، ولم يذكر بيان البيت الأبيض أن لقائهم تطرق حتى للحرب في السودان.

أما بالنسبة لعقوبات وزارة الخزانة الأميركية على القوني دقلو، فهي لا قيمة عملية لها، قد تعطل بعض التعاملات المالية هنا وهناك، وقد تحد من قدرته على السفر وحرمانه من الظهور العلني في بعض المنابر كما حدث لأخيه عبد الرحيم، لكنها تظل بدون قيمة عملية أو عملياتية.
أي عقوبات لا تستهدف كفيل المليشيا وممولها، والموانئ الليبية والكاميرونية، والمطارات التشادية واليوغندية والكينية وغيرها التي تخدم كنقطة تزود أو توصيل للإمداد العسكري للمليشيا، والأنظمة التي تُيسّر كل ذلك، يعني أن الأمر مجرد مسرح إعلامي لأجل المانشيتات وحتى يكون للمبعوث أو المسؤول الرفيع الذي سيمثل أمام الكونغرس في المرة القادمة أسطر إضافية ليقولها لأعضاء لجان العلاقات الخارجية المنتخبين عمّا تفعله الخارجية في القرن الافريقي أو منطقة السهل..الخ.

قال بيان وزارة الخزانة أن العقوبات فُرضت على القوني بسبب عمله على “إطالة أمد الحرب” وأنه “المسؤول اللوجستي” للمليشيا، ودة كلام غير دقيق إذا لم يكُن مُضحكاً، القوني لا يحمل أمواله التي يشتري بها السلاح في حقائب، بل هي موجودة في النظام المصرفي الأماراتي ويقيم على أراضي الإمارات مع أخيه الأكبر حميدتي، وتصل امدادات السلاح عن طريق طائرات شحن أماراتية من مخازن أماراتية، فالقوني هو مجرد واجهة، ولكن رغم ذلك ظل الدبلوماسيين الاميركيين يلتقون القوني حتى قبل عدة أسابيع قاد القوني وفد المليشيا لجنيف حيث أمضى أسابيع يلتقي المبعوث بيريللو!

الإدارة الأميركية ببساطة لا تهتم بحياة السودانيين ولا تكترث ببقاء أو هدم وتسييل الدولة السودانية فقد فعلوها من قبل في العراق وشاهدوها تُفعل بدول كذلك دون أن يُحرّكوا ساكناً، ولن يهتموا لو مات ١٠٠ سوداني أو مليون سوداني، فليس للولايات المتحدة مصالح استراتيجية مستعجلة أو حيوية في السودان، وهذا ليس شئ يستطيع البرهان تغييره رغم كل محاولاته، وأعتقد أنه اقتنع بذلك مؤخراً.

حال كان للولايات المتحدة استراتيجية واضحة للتعامل مع السودان لصارت أبوظبي جزء من أدواتها بما يمكنها من إجبارها على تعديل سلوكها، ولكن الآن أميركا هي جزء من أدوات أبوظبي في حربها على السودان في سياق جماعات الضغط الاسرائيلية الإماراتية الفعّالة في واشطنون وغيرهت من العواصم الغربية، وذلك أيضاً تبدُّل استراتيجي بأن أصبح السوق السياسي الغربي مفتوح للاستثمار من قوى ومصالح من خارجه، وهذا نقاش كبير. المهم، أقول كل ذلك وأنا لست من أصحاب الرأي بأن الولايات المتحدة متورطة بفعالية actively involved في الحرب ضد الدولة، بل هي كما ذكرت ببساطة لا تهتم وتمارس التورط السكوتي/السالب passively involved.

فما يستطيع تغيير المعادلة بالكامل هو ما يحدث على الميدان، وذلك يحدده تحالفات السودان الجيوسياسية الصلبة وخيارات القيادة السياسية، فثقتنا في قواتنا المسلحة/جيشنا الوطني ومختلف القوات المساندة له، وفي فدائيتهم وبطولتهم وإصرارهم على استعادة كرامة الأمة السودانية وحفظ مكتسبات الأمة ومؤسسات الدولة غير محدودة.

أحمد شموخ:
شموخ