الدعامة أردوا شابًا (أطرش) بالرصاص لهذا السبب (..)
المراقب العام للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل هشام الزين لـ(الكرامة):
قحت مسؤولة عن الحرب..
تم إجلائي من الموردة إلى الثورة بواسطة (ركشة)
وفاة زوجتي مأساة عايشتها أيام الحرب..
الدعامة كانوا يطلقون الرصاص فوق رؤوسنا عندما نذهب للمسجد
قتلوا شبابًا من الحي بدون أيّة تهمةٍ أو ذنب..
أردوا شابًا (أطرش) بالرصاص لهذا السبب (……)..
نقف مع الجيش فى خندقٍ واحد وقريبًا سينتهي التمرد..
..
حوار محمد جمال قندول
…
ربما وضعتهم الأقدار في قلب النيران، أو جعلتهم يبتعدون عنها بأجسادهم بعد اندلاع الحرب، ولكنّ قلوبهم وعقولهم ظلت معلقةً بالوطن ومسار المعركة الميدانية، يقاتلون أو يفكرون ويخططون ويبدعون مساندين للقوات المسلحة.
ووسط كل هذا اللهيب والدمار والمصير المجهول لبلاد أحرقها التآمر، التقيتهم بمرارات الحزن والوجع والقلق على وطن يخافون أن يضيع.
ثقتي في أُسطورة الإنسان السوداني الذي واجه الظروف في أعتى درجات قسوتها جعلني استمع لحكاياتهم مع يوميات الحرب وطريقة تعاملهم مع تفاصيل اندلاعها منذ البداية، حيث كان التداعي معهم في هذه المساحة التي تتفقد أحوال نجوم في “السياسة، والفن، والأدب والرياضة”، فكانت حصيلةً من الاعترافات بين الأمل والرجاء ومحاولات الإبحار في دروبٍ ومساراتٍ جديدة.
وضيف مساحتنا لهذا اليوم هو المراقب العام للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل هشام الزين، الذي عاش مأساة وفاة زوجته خلال أيام الحرب، فماذا قال:
أين كنت في اليوم الأول للحرب؟
كنتُ في منزلي بحي الموردة أم درمان.
كيف علمت بنبأ الحرب؟
الدنيا رمضان، وأيقظتني زوجتي الراحلة وأخبرتني بأنّ الحرب قامت.
ماذا كان شعورك؟
الحرب كانت متوقعةً ولم أتفاجأ.
لماذا؟
قبل الحرب بيوم، لبيتُ دعوة عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، ولاحظت غيابًا تامًا للميليشيا وقياداتها، فضلًا عن التوتر الذي سبق أيام الحرب، بجانب أننا كنا ضمن اللجان التي كانت لها مساعٍ لنزع فتيل الأزمة في الكتلة الديمقراطية.
كيف مرّ اليوم الأول عليك؟
كنت اعتقد بأنّها أزمةً عابرةً أيامًا وتنتهي.
ولكنها حتى الآن لم تنتهي؟
هذه طبيعة حرب المدن، فضلًا عن حجم التآمر الخارجي والداخلي.
واليوم الثاني للحرب؟
الأيام الأولى للحرب كانت عادية ولم نواجه معوقات في الموردة.
ومتى بدأت المشاكل؟
عند دخول الميليشيا لحي الموردة بعد 10 أيامٍ من اندلاع الحرب.
كم مكثت في الموردة؟
ثلاثة أشهرٍ ويزيد.
يوميات الحرب؟
أيامًا عصيبةً كانت، والحياة شبه مستحيلة، والكهرباء قطعت، وكسرت (ماسورة) المياه الرئيسة، وكان واضحًا بأنّهم يريدون تهجير الناس لأنّهم قاموا بإغلاق المخابز والسوق ومنع دخول الباعة المتجولين. ومن مآسي الحرب أنّنا اضطررنا لحفر بئر (جمام)، واستفدنا من المياه الجوفية في غسيل الملابس والحمامات.
هل عايشت انتهاكاتٍ لهذه الميليشيا؟
نعم.. قتلوا شبابًا من الحي من غير أي تهمةٍ أو ذنب، وحينما نتوجه للمسجد كانوا يطلقون الرصاص فوق رؤوسنا، وأذكر أنّهم ذات مرة ذهبوا لإمام المسجد في منزله وضربوه لأنّه دعا عليهم في صلاة الجمعة، كما قتلوا شابًا (مريض نفسي) وأطلقوا عليه الرصاص من الخلف لأنّه لم يستجيب لهم بسبب أنّه (أطرش) ولديه حالة نفسية، هذا المشهد كان أمامي لم يستجيبوا لرجاءاتنا بأنّ هذا الشخص مريض.
متى اتخذت قرار مغادرة الموردة؟
بعد أن أخبرني أحد المتعاونين في الميليشيا بالحي بأنّهم يبحثون عن السياسيين.
أين كانت الوجهة؟
تم إخلائي بواسطة ركشة أُرسلت إلى من الثورة وأقلتني لمنزل الأُسرة الكبير بالثورة الحارة الثامنة.
رغم قصر المسافة في الرحلة ما انطباعك؟
كانت طويلة بالنسبة لي لأنني دخلت سوق أم درمان ورأيت الخراب والدمار في سوق أم درمان وفي بعض (التفاتيش) رأيت إثيوبيين معهم.
هذه حرب مختلفة؟
طبعًا هذه حرب وجودية حرب لتشكيل دولة جديدة، ورأينا بأعيننا بأنّ هؤلاء المرتزقة يستمتعون بتهجير المواطنين من منازلهم والسرقة والقتل.
خيبة أمل كبيرة؟
خيبة ما بعدها خيبة.
أنتم السياسيون جزء من الأزمة؟
ليس كل السياسيين.. بل نحن في الكتلة الديمقراطية والحزب الاتحادي الأصل، سعينا بكل قوة لمنع هذه الحرب، ودعونا القوى السياسية للتفاكر والبعد عن تأجيج النيران، هذه الحرب مسؤولة منها قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي.
ولكن رغم ما قلته هذه التجربة أفقدت الناس الثقة في النخب والأحزاب؟
نعم بصفة عامة في القوى المدنية، ولكن نحن كقوى وطنية، سنظل نسعى لتقديم تجربة مختلفة يستفيد منها الوطن والمواطن.
ما هي فوائد الحرب؟
كانت فرصة مناسبة ليقف الشعب بعيدًا عن العاطفة ويبحث عن مصالح بلده بعيدًا عن المشاعر والعاطفة، خاصةً وإنّ الحرب جعلتنا نرى المشهد بعين مجردة ونعرف القريب من البعيد سواءً كان خارج السودان من دول الجوار أو من المحيط العربي أو حتى داخل البلاد، كما أنّها أيضًا جعلت الشعب يلتف حول جيشه.
مأساة عايشتها أيام الحرب؟
وفاة زوجتي أيام الحرب حيث أنّنا اضطررنا لأن نسافر من كرري لحلفا ووصلنا القاهرة، وكان هذا المشوار سببًا في تفاقم مرض زوجتي إلى أنّ توفاها الله.
إحساس اللجوء؟
صعب ولا يوصف ويجعلك تقف أمام نفسك لترى قيمة الوطن.
الأطفال؟
التأثير النفسي واضح جدًا عليهم، وهم أكثر فئة متضررة حتى على مستوى التعليم، ورغم ذلك تشعر أنّهم أكثر حبًا لوطنهم.
هل سنعود؟
سنعود وأقوى وسنبني وطنًا ولن ينتصر الشر.
تفاصيل ما قبل الحرب بأيام؟
كان واضحًا جدًا إصرار المجلس المركزي على الاستمرار في اتفاقهم الإطاري حتى لو أدى لأي شيءٍ.
عادة فقدتها مع الحرب؟
الصلوات الخمس في مساجد الموردة.
ماذا خسرت في الحرب؟
كحال جميع الناس، خسرنا كل شيءٍ، ولكنا كسبنا أنفسنا، وعلى يقينٍ بأنّ الجيش سيهزم التمرد ونعود لنبني الوطن.
هل اقترب منك الموت خلال تواجدك في الموردة؟
الموت كان يمر علينا يوميًا، والرصاص فوق رؤوسنا، وكثيرًا ما كان الرصاص الذي يطلقه هؤلاء المرتزقة من الخارج يدخل حتى غرفنا.
كلمة أخيرة؟
نثق في القوات المسلحة ونقف معها في خندقٍ واحد، وهي صمام أمان الدولة، وقريبًا سينتهي التمرد.