رسالة طالب ابتدائي إلى البرهان
رسالة طالب ابتدائي إلى البرهان..
نعم طالب مرحلة ابتدائية وليس أساس فهذه الرسالة تلخيص لقصة كتبتها فى امتحان الشهادة الابتدأئية منتصف سبعينيات القرن الماضى ..
فى امتحان (العربي) جاء موضوع انشاء عن (الطفل الشجاع) أو اكتب عن موقف ، لا أذكر التفاصيل ، و ما اذكره اننى تصورت الدخول فى معركة شرسة مع عدو وهمي وطفقت اكتب عن ذلك ، واستغرقت فى الأمر ، وبين كل سطر واخر اهتف كاتبا (ها هو العدو ها هنا ، هلموا يا رجال) ، ولم يكن بامكاني (التحكم) فى الحبكة بداية ونهاية ، ولكننى عايشت المشهد حتى تدفق العرق من جبهتى ، ووقف المعلم المراقب يساءلنى: ما بك ؟ ، كانت فرصة لطلب شيء ما ، فقلت له : عطشان يا أستاذ ؟
لا ادري لماذا قفزت إلى ذهني هذه الأيام ، ربما أعيانا أن نستشف المستقبل فأستغرقنا فى الماضى ، وما استخلصته من تلك الحكايه القديمة ، وقد نجحت فى المادة بدرجة جيدة :
– كنت اهتف فى كتابتي (ها هنا) لأن الحرب – رغم طفولتى- كانت تعني عندى بذل كل طاقة وجهد وقدرات ذهنية وموارد وعمق شعبي ..
– وكنت أحاذر بيقظة ليس لكيفية الوصول إلى أهدافي وغاياتي وانما كذلك لمخططات الطرف الآخر وتدابيره ، فإن لم نتعلم من تجارب الماضي فإن للحاضر دروس وعبر..
– وكنت فى خيالاتي تلك انادي (هنا يا اصدقاء) ، تلك المجموعة من المخلصين ، ممن اثق فى صدق حنكتهم وصلابة عودهم مما لا تهزهم (قسوة الحرب) ، ويمضون اليها فى ثبات..
– وفى تلك الفطرة السليمة والنوايا الحسنة في حماية ثغرة ما ، لم تكن فى النفوس اجندة سوى حب الوطن وترابه وارضه وحمية..
هل فى هذا اعتبار يمكن أن يستفيد منه السيد البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة..
ربما نكتب فى المرة القادمة عن (زيدان الكسلان)..
حفظ الله البلاد والعباد..
د.ابراهيم الصديق علي
26 يوليو 2024م