مكي المغربي: (لو طلبتني حكومة السودان قنصلا لها في تل أبيب فأنا جاهز)
ولأنه لدي من الفحولة السياسية ما يكفيني أن أقول (لو طلبتني حكومة السودان قنصلا لها في تل أبيب فأنا جاهز)، لا أتهيب الضجيج المناويء لمشاركتي عبر الأثير في سبع جلسات حوار في مركز موشي ديان – تل أبيب. فهي أصلا مشاركات مكتوبة ومنشورة منذ مايو 2023، ولا سبق صحفي ولا دهشة في هذا الأمر. ولأنني صاحب رسالة فكرية قبل الخبرة الإعلامية، ولست ناشطا مستخدما للآخرين، أوافي الميديا الدولية عبر قنواتي الخاصة بمشاركاتي والتي تحتوي اتهام اسرائيل بالضلوع في حرب السودان، وبنقدي التفصيلي حول “إتفاقيات أبراهام” ورأيي حول الفرق بين المحادثات المباشرة والتطبيع، إلى أن أسوق الأمر أن فشل إسرائيل في علاقة طبيعية مع الفلسطينيين جوارها سيجعل التطبيع مجرد أسطورة سياسية، وأقصى شيء من طرف السودان هو (الواقعية وليس التطبيع).
وأصدقائي في الميديا الدولية يأخذون ما يريدون ويمزجونه قليلا بمصادرهم كما آخذ أنا منهم وأمزجه بمصادري.
وها هنا يأتي فقه القانون الدولي الذي يميز بين العلاقات القنصلية والعلاقات الدبلوماسية، ويأتي فقه السياسة الشرعية أن مباشرة العلاقة “ذات الإشكال” من طرف قيادة الدولة ومؤسساتها كفاحا دون حجاب أفضل من تسليمها “الوساطة الكيدية” التي ذقنا وبال أمرها!
لم أذهب تل أبيب ولكن لو ابتعثتي حكومة السودان لن أرفض (مع الكراهة)، فوالله ما وطأت قدمنا أرضا إلا وعلمت أن ما بعد قدومنا على ظهرها لن يكون مثل ما قبله في التأثير والصدع بحقوق السودان وحقوق العالم العربي والإسلامي.
مكي المغربي