ثقافة وفنونأبرز العناوين

الشاعر الذي مات غرقاً في عشق القمر ..!

لي بو، أحد أشهر شعراء الصين القدماء، عاش في القرن الثامن الميلادي واشتهر بأغانيه الرومانسية عن الطبيعة. تعكس كتاباته المستوى العالي الذي وصلت إليه سلالة تانغ خلال فترة ازدهارها في تاريخ الصين القديم.

كان لي بو يعتنق الطاوية، وأمضى جزءاً كبيراً من حياته في الترحال. كتب الشعر حول مواضيع مثل الصداقة والعزلة، ومن بين قصائده الشهيرة: “أغنية العروس الحزينة”، “وداع صديق”، “حِداء عمال السخرة”، “رحلة في جبل الجن”، “وداع الذاهبين بلا عودة”، “أنشودة تشيو يو”، “حنين إلى مسقط الرأس”، “أنشودة جبل لو شان”، و”ممر سيتشوان”.

تتميز مضامين شعر لي بو بالتغني بجمال الطبيعة والمرأة، والاهتمام بالمصالح الوطنية. يمتاز شعره بلغة متناغمة خالية من التعقيدات البيانية، مع خيال غني وأسلوب يحتوي على بعض المبالغة، ويكثر من استخدام الاستعارة والتشبيه والرمز. تأثر بنمط الأغاني الشعبية المعروفة بـ “يويه فو”.

بقيت نحو 1100 قصيدة من أعماله حتى اليوم، وتمت ترجمتها لأول مرة في عام 1862 بواسطة هارفي دو سان دوني في كتاب عن لي بو وأثره الأدبي.

كان حلم لي بو، كشاعر رومانسي مرهف هو أن يعانق القمر، وأن يطبع قبلة على خده الناصع، وفي عام 762 ق.م، عمل جاداً على تحقيق تلك الرغبة المجنونة الجامحة، عندما استقل قارباً شراعياً في نهر في مدينة «دانغتو»، بمقاطعة «أنهواي»، وكان حينها يتغنى وينشد أشعاره، خاصة قصيدته «وحدي مع القمر»، التي يقول في بعض مقاطعها:

«أجلسُ وأُغَنّي/ كما لو أن القمر يصاحبُني في الغناء/فإن رقصتُ راقَصَني ظِلّي/أنا مبتهجٌ لانعقادِ صداقةٍ بين ظلي والقمر/ يفترقُ الجميعُ…/لكن هؤلاء أصدقاءُ صَدوقون/ وآمُلُ في أن نلتقي، يوماً، نحن الثلاثة/في عُمْقِ المجرّة».

وذهب الخيال بلي بو إلى درجة أن تصور أن القمر صار قريباً منه، عندما رأى انعكاس صورة البدر على صفحة مياه النهر، فحاول أن يمسك بضوء القمر المتلألئ بشتى السبل وانتهت محاولاته بأن انقلب القارب ليموت الشاعر في الحال غرقاً.

صحيفة الخليج