رأي ومقالات

إلى السيادي: زيارة الكباشي وإهدار للفرص

زيارة الفريق اول شمس الدين الكباشي عضو مجلس السيادة الانتقالي ونائب القائد العام للقوات المسلحة إلى مالي والنيجر حدث مهم ، فى حد ذاته ، ناهيك عن اللقاءات والنتائج ، والاجواء التى تم فيها الحدث ، وبث ذلك ونشره هو جزء من النتائج وجزء من الرسالة وجزء من المعركة ، ولكنكم اهدرتم الفرصة..؟

– بث ونشر هذه الزيارة لحظة بلحظة وفى كافة المنصات أمر ممكن ولا يكلف شيئا سوى صحفي محترف وسيكون لذلك النشر تاثير ، فى العالم الخارجي وفى المحيط الاقليمى وفى الداخل ، وسيكون محل إهتمام وسيعطي الزيارة اهمية وستؤسس عليه مواقف ..

– ردود أفعال الزيارة فى تلك الدول ، آراء الخبراء ، واهل الراى ،و عناوين الاخبار ، و طرق التناول ، كلها مصادر معلومات ، وبذات أهمية التقارير الدبلوماسية الباردة ، وهذه مهمة صحفي إحترافي ، يستشف من المحتوى الكثير ..

– بناء الأجندة من خلال الإشارة لنقاط التوافق فى الاراء ، والتركيز على نقاط التاثير فى علاقات البلدين ، من خلال سرد واقعي لنتائج الزيارة ، يتطلب أن يكون ضمن الوفد اعلامي ذو قيمة لاداء هذه المهمة..

– ألا تقتضى هذه الزيارة التى تمثل إختراق مهم فى المجال الدبلوماسي ، لهاتين الدولتين وهما من روافع المليشيا فى امداد المرتزقة.. ألا يستحق ذلك قلم مهم يتابع الحدث ويرويه كما ينبغي ؟

إن حصر تغطيات الأحداث فى خبر المغادرة ثم العودة ثم عبارات مكررة هو افراغ للزيارة من اهدافها..

لقد امضى الفريق اول الكباشي عدة أيام فى جوبا ، فى حوار حول القضايا الإنسانية ، ومع كل التقارير ذات الطابع التفاؤلي كانت النتائج مخيبة ، واضطر وزير الدفاع عقد مؤتمر صحفي لتبيان الحقائق ؟ فلماذا يكون الإعلام ملف ثانوي ؟.. هناك خلل ما فى الفهم..

كل التغطيات الإعلامية هى (صناعة إحترافية) ، وفى اوقات الحروب اكثر خطورة وفاعلية واهمية ، ويمكن عبرها قلب الأحداث وتغيير الموازيين ، وهذا فهم لابد أن يرسخ لدى زمن القيادة العسكرية ، وفى ذهن الحكومة.. لقد تم اهدار الكثير من الفرص بالعجز عن التوظيف الصحيح..

من خلال التغطية الإعلامية يمكن تحويل حدث صغير إلى قضية نقاش تتصدر الأجندة ومن خلال التغطية الإعلامية يمكن قتل قضية كبيرة ووضعها على رف النسيان والتجاهل ، لسبب بسيط أن العرض لم يكن فى المستوى المطلوب.. لا يكفى وجود مجموعة موظفبن لأداء المهام والوظائف وإنما من الضرورى وجود مهنيين على مستوى عال من الاحترافية..

اننى اتصور أن البرهان بحاجة لغرفة صغيرة من الخبراء يتدارس معهم قبل اى قرار أو بعد أى منعطف واظن ذلك أكثر اهمية من زيارته هذه لمسارح الأحداث ، لان حديثه حينها سيكون بناءا على خطة واضحة وليس عفو الخاطر ..
حفظ الله البلاد والعباد

ابراهيم الصديق
د.ابراهيم الصديق علي
8 يونيو 2024م