📍 موجبات إطلاق سراح الرئيس ورفاقه
سيدي سعادة الفريق البرهان:
إقرؤوا التاريخ إذ فيه العِبَرْ
ضَلَّ قومٌ ليس يدرونَ الخَبَرْ
أكلت لجنة التمكين المال العام، وقال ثلاثة وزراء مالية: إنها لم تُودع ما أخذته في خزانة الدولة.
ونكّلتْ ببعض أصحاب المال وأكلت أموالهم.
وأنت تنظر إليهم وهو يَظْلِمون ولم تُبدِ حراكاً، ولم تأخذ بأيديهم، وهذا ظلم قارفتَه وأنت الحاكم.
وأخرجت ج المواطن الزبير أحمد الحسن من مَحْبَسِهِ وهو على شفا الموت، وكان بعد يومٍ من خروجه.
ومات المواطن الشريف ود بدر أمام المستشفى وكان في محبسك.
وتركت المواطن اللواء الطبيب عبد الله البشير في السجن والسرطان يأكل جسده، ثم أخرجته وإحدى قدميه في القبر فمات.
كل ذلك غيضٌ من فيض ظلمك.
قال العلماء: إن القتل يُورثُ الغم، لقوله تعالى:
(وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا) (طه:40).
ينام ذو العدل إن يحكم بلا أرَقٍ
وصاحبُ الجُوٌرِ حلوَ النومِ لَمْ يَذُقِ
سفينةُ العدلِ للشُطآنِ واصلةٌ
وزورقُ الظُلْمِ مدفوعٌ إلى الغرقِ
وقد يصاب الظالم في ولده، حفظ الله ذريتك، يقول تعالى محذراً:
﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ ﴾
واعلم أن:
العدلَ كالغيثٍ يحيي الأرضَ وابِلُهُ
والظلم في الملك مثل النار في القصب.
وبعدُ سيدي الفريق البرهان:
فقد أفادني غير واحدٍ من قضاة المحكمة الدستورية أن المحكمة رأت – حين كانت عاملةً – وقضت بإطلاق سراح البشير ورفاقه لتجاوز أمد حبسهم المدة القانونية، وفقاً للدستور والقانون؛ لكنكَ ضربت عن ذلك صَفْحَاً.
وهكذا خرقتَ أنت القانون والدستور، وهذا أيضاً استهانة بالقضاء واحتقار لأكبر محكمة Contempt of court.
فعلتَ أنت هذا، وأنتَ المناطُ بك توقير القضاء وحماية أحكامه.
هذا، وقد علمتَ أنه:
لا يحملُ الحقدَ من تعلو به الرّتَبُ
ولا ينالُ العُلا من طَبْعُهُ الغضبُ
كيف لك أن تُأخّر تحقيق العدالة، وقد علمتَ أن: تأخير العدالة كإنكارها
”Justice delayed , is Justice denied ” .
ولقد شهدنا البعثيين يقتلون الأبرياء ويحبسونهم جوراً في البلاد التي حكموها . فهل لازلت أنتَ ملتزماً خطّ ظلمهم إلتزاماً بولائك السابق ؟؟
ولبئس نهجٌ يقتل في الرجال المروءة والرجولة والقِسط والإنصاف .
لقد فعلتَ هذا، في الوقت الذي تغاضيت عن قتل جنود حميدتي للشباب في مجزرة الاعتصام في 3 يونيو 2019 .
وقيل: إنكم أمّنْتُم عفواً من الخواجات لأنفسكم!!!
وثمة سؤال مهم، وهو:
ألا يزال أولئك القضاة ووكلاء النيابة الذين كانوا يكذبون ويزورون تجديد حبس المعتقلين موجودين في مناصبهم؟؟
فقد شاهدنا محمد علي الجزولي يقول:
إن قاضياً كان يقول:
إن الجزولي مَثُلَ أمامه زوراً، ليجدد حبسه!!
وتواترت الأنباء أن وكلاء نيابة كان يسلمون جماعة حميدتي دفاتر اعتقال مختومة وممضية، ليعتقلوا من يشاءون؛ ولا يزال أولئك في مناصبهم!!!
أليس كل هؤلاء هم من عناهم الفريق العطا وقال:
إنهم يكبلون الدولة.
وأين النائب العام الذي يوصي للقضاء بما يحقق العدالة؟
أتراه جنجويدياً قحاتياً مكبلاً للدولة؟ فما نحس له بفعل ولم نسمع له رِكْزَا!!
أعدل سيدي الفريق البرهان، وأعرض عن هذا الظلم، عسى الله أن يَمُنّ عليك وعلينا بنصر على المليشيا ورهطها من قوم قحت.
أعدل ،فإنك لم تعدل . فليس ثمة قانون يعاقب رجلاً ثمانينياً بالقتل حتى أن قتل . ومن يحبس ثمانينياً مريضاً كمن يقتله صَبْرَا . والظلمُ مرتعه وَخِيم .
(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ)( إبراهيم:42-43).
واذكر حكمة أخينا مارتن لوثر:
” Injustice anywhere is a threat to justice everywhere.”
“الظلم في أي مكان هو تهديد للعدالة في كل مكان”.
واحذر دعوةَ مظلومٍ تسري بليل ، تّغفلُ عنها ، ولكن الله لا يغفل عنها .
إنني لا أكتب هذا استعطافاً ؛ فمن حق البشير ورفاقه فرسان الجيش أن ينعموا بحريتهم . ومن واجب قادة الجيش أن يأطروا البرهان على الحق أطراً ، إن لم يرعوِ ؛ إنصافاً لقادتهم الذين ما استبقوا في إكرامهم شيئا .
📍السفير عبد الله الأزرق