البرهان: الثُّقْبُ الأسود
سيدي الفريق البرهان:
أحسن الله عزاءكم، وربط على قلوبكم، في فقد ابننا محمد..
سائلاً الله أن يجعل مثواه الفردوس الأعلى.
أما وقد طوينا حزننا عليه بمشغوليات الوطن الكبيرة.
وقد انصرم عامٌ على غدر أولاد دقلو وحليفتهم قحت بحربهم القذرة على السودان.
عامٌ مضى، ونحن صابرون، مشمرون، ولجيشنا داعمون.
وسنظل كذلك بحول الله وقوته.
استبشرنا بقرارات البرهان في 25 أكتوبر 2021..
وظننا أنها ستكون فاصلة بين عهدين.
ولكن، ما بعدها اتسم:
– بالتردد والبطء في اتخاذ القرارات!!
– إحاطة كل شيء بالغموض!!
والقائد الناجح هو الذي يستمع ويتلمس رغبات شعبه وأشواقه.. ويشركه في قراراته ومراميها، فيؤمّن دعماً مستنيراً منه.
لكن البرهان يؤثِرُ أن يدعنا نتخبط في الظُلُمات، وأن نبقى نهباً للشائعات.
وهذه مضرة بحكمه؛ لأنها تجعله يحكم “بقانون الصمت” Silence Code أو ما تسميه المافيا الصِقَلِيّة “قانون الأوميرتا” Omertà Code، ومن ثم تُحيله وزملاءه الثلاثة إلى “عصابة الأربعة”!!!
وهذا ما لا نريده لهم.
وبحمد الله حُظِيَ الجيش بالتفافٍ شعبي غير مسبوق.
ولكن نهج البرهان جعل أكثر الجماهير تُفَرّق بين الجيش وقائده.
تمجّد الجيش وتوقّره وتثمّن تضحياته.. وهي تضحيات جِسام.
كفاه هذا الحشد من الألوية والعمداء والعقداء – وهذه قيادات رفيعة – الذين ارتقت أرواحهم عبر طريق الشهادة.
رحلوا عنّا وفي القلب غُصّة:
أدرِي بِهمْ رَحلُوا.. ما عادَ لِي أمَلٌ
عَقلي وَعَى.. غَيرَ أنَّ القلبَ ليسَ يَعِي.
نهج الغموض والتكتم في مسائل السياسة غير حكيم ولا مقبول.
وهذا مبعث الشائعات.
تواترت الروايات عن فوضى تضرب بأطنابها في بورتسودان.
في بورتسودان حيث مقر الحكم.
يتحدث الناس عن فوضى أمنية، ونهب، وفساد مالي وإداري يمارسه منسوبو حركات جبريل ومناوي.
ويتحدث أهل بورتسودان عن عضو مجلس السيادة الذي ينتقد رئيس مجلس السيادة وهو يدخن الشيشة في فندق الكاردينال!!!
وقد بلغ مسامعنا هذه الأيام أن البرهان يجري محادثات سرية وفي بورتسودان مع المليشيا وذنبها قحت!!
وبلغنا أنه ذاهب للبحرين ليتباحث معهم!!
في محادثات مع القتلة النهابين منتهكي الأعراض الذين دمرونا بلدنا وشردوا أهلنا.
ولا ندري أحقٌ ذاك أم باطل!!!
وفي الحالين يجب أن نعرف.
وبلغ مسامعنا أن قحاتة يجوبون بورتسودان، يسعون لخلق حلف مع عقار!!
وما الفرق بين قحت وأولاد دقلو؟؟
ولا ندري أحقٌ ذاك أم باطل!!!
ومن حقنا كشعب أن نستبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، بما ينبغي أن تتيحه القيادة من معلومات.
وينبغي أن تعي القيادة أنها مجرد وكيل عن الشعب؛ كونه “سيد الجلد والراس”.
وبعد مُضي عام من بداية المعركة من حقّنا أن نُصَوّب، وأن نُقَوّمَ، وأن ننتقد القيادة.
فالقيادة ليست أفضل من خالد بن الوليد، الذي عزله عمر، رضي الله عنه، في أتون معركة اليرموك.
لن نقبل أن يُعاد القتلة للحكم تحت أي ذريعة.
فلنا معهم إحنٌ وثارات بعد الذي فعلوه بالسودان.
وأنّ بالشِّعْبِ الذي دونَ سَلَع
لَقَتِيْلاً دَمُهُ ما يُطَل ْ
خَلَّفَ العِبءَ علَيَّ وَوَلّى
أَنَا بِالعِبءِ له مُستَقِلُّ
إلى متى سيظل كل تحرك يحدد مصير وطن محاطاً بالغموض والكتمان والظلام؟؟
لكننا في عهد الظُلُمات.
ظلماتٌ لا يُنيرها صحفيون يتكففون الحكام – في القاهرة وفي سواها – مَرَدُوا على الارتزاق، فإن أُعْطُوا رضوا وإن لم يُعطوا إذا هم يسخطون!!!
عهدٌ يحكمه الثُقْبُ الأسود.
السفير عبد الله الأزرق