رأي ومقالات

الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟

عشرات الجامعات الامريكية تشهد احتجاجات و اعتصامات سلمية استنكارآ لحرب الابادة الاسرائيلية فى غزة ، معترضين على مشاركة بلادهم فى العدوان على غزة وتوفير الاسلحة و الغطاء السياسى للحرب ، واستخدام امريكا لحق النقض فى مجلس الامن مما اعاق اصدار اى قرار لايقاف الحرب، و تم اعتقال الاف الطلاب بطريقة عنيفة و غير معهودة ، حيث اقتحمت قوات الامن الجامعات و فضت اعتصامات الطلاب و ازالة المخيمات بالقوة ، و شاهد العالم كيف يتم ضرب وتقييد الطلاب و الاساتذة بالسلاسل ، ومع انتقال الانتفاضة الطلابية الى بريطانيا ، يتوقع مراقبون انتشار الظاهرة فى كل الدول الاروبية لا سيما التى دعمت الحرب الاسرائيلية القذرة على غزة ، بينما تمت مقاطعة خطابات للمسؤولين الامريكيين و على راسهم الريس الامريكى بايدن ووصف بالدكتاتور القاتل ،

كشفت هذه الاعتصامات والاحتجاجات ، واستخدام العنف فى مواجهتها عن النفاق الغربى حول الديمقراطية و حقوق الانسان ، و ان هذه الحقوق لها سقف لا يسمح بتجاوزه اذما كانت ممارسة الحق فى التعبير ضد الحرب الاسرائيلية ، يومآ بعد آخر تتسع ظاهرة الاحتجاجات فى اكبر مواجهة شعبية ضد قرارات ومواقف الدول الغربية من الحرب على غزة ، مما حدا بموظفى الحملة الانتخابية لاعادة انتخاب بايدن الى التحذير من اتساع موجة الاحتجاجات و امكانية ان تتحول الى رأى عام فى المجتمع الامريكى ، و يلاحظ ان هذا الرفض العارم للسياسة الامريكية تجاه حرب غزة كان شاملآ للمناطق التقليدية لنفوذ حزب الريس بايدن ، مما يهدد الفرص الضئيلة لاعادة انتخابه لدورة ثانية ،

بينما يغط ملايين العرب و المسلمين فى نوم عميق ازاء حرب الابادة الاسرائيلية فى غزة ، يقدم الشباب الامريكى و البريطانى درسآ للامم فى صحوة الضمير و الشجاعة فى الوقوف ضد الظلم ، هذا موقف اخلاقى من المجتمع الغربى و ممارسة طبيعية لحرية التعبير ، وهو من جهة اخرى رسالة لشعوبنا التى اعياها الكسل و اللامبالاة و عدم القدرة وغياب الارادة فى مجرد الخروج فى مسيرة لرفض الانتهاكات و حرب الابادة الاسرائيلية فى غزة ، بينما تقف الحكومات العربية و الاسلامية عاجزة عن القيام باى دور و على الاقل باغاثة الضحايا ، او قطع / تجميد العلاقات مع الكيان الصهيونى ، نجد بعضآ من حكوماتنا تقدم الدعم المباشر و غير المباشر لاسرائيل فى حربها على غزة ،

هذا الموقف السلبى يبدو مؤلمآ و مستفزآ للوجدان القومى و للنخوة العربية و الاسلامية ، اين منظمات حقوق الانسان العربية و الاسلامية التى تخصصت فى مواجهة ظلم و دكتاتورية الحكام ؟ واين القوى المدنية و الاحزاب السياسية التى شغلت الناس بعبارات جوفاء عن حقوق الانسان و الحقوق المدنية ؟، اين ذهب كل هؤلاء ؟ ، غابت الشعوب العربية و الاسلامية عن اهم الاحداث فى المنطقة ، لم يتحرك احد ضد غزو الجنجويد للسودان ، و لم ينتفض احد ضد حرب اسرائيل على غزة ، خرجت سوريا و العراق و اليمن و ليبيا و لبنان و لم تعد ، تعلل الناس ردحآ من الزمن بحرمانهم من التعبير بسبب الحكام الخونة ، والناس على دين ملوكهم ، الشعب العربى وين .. وين الملايين ؟ يا للحسرة..و يا للعار،
تحية مستحقة لمن يساندون الشعب الفلسطينى و لو بكلمة ، و تقدير لمن يقفون مع الشعب السودانى فى تصديه للغزو و الاستيطان ،التحية للربيع الامريكى

محمد وداعة