عيساوي: البيضة والحجر
بعد زيارة الوفد الروسي رفيع المستوى مؤخرا للسودان. ظهرت حقيقة أن السودان ميدان تنافس عالمي في نهاية المطاف. شأنه شأن سوريا ولبنان وأوكرانيا… إلخ. لذا نجد اللاعب الإقليمي (الأمارات والسعودية والجوار الإفريقي) والعميل الداخلي (تقزم) عبارة عن (كومبارس) في خشبة مسرح الأحداث. وتقاطع لعبة المصالح بين الكبار لم تعد خافية على أحد. روسيا تعترف بالعسكر كممثل شرعي للدولة السودانية. بريطانيا (تفرمل) جلسة الأمن بخصوص شكوى السودان للأمارات لأسباب أوهن من خيط العنكبوت. وهي تبحث عن مصالحها بعيدا عن الاتحاد الأوروبي. لأنها ليست عضو فيه. فرنسا وألمانيا والنرويج ممثلات لمصالح القارة العجوز التي فقدت غالبية الموارد الطبيعية. أمريكا سياسيا مع السودان. ودبلوماسيا مع الدعم. أي: ترفع العصاة في وجه الدعم. وفي نفس الوقت تحرك عجلات قطار جدة لينقل ما تبقى من تركة الدعم للمشهد السوداني في المستقبل. وخلاصة الأمر نؤكد بأن السودان بأي حال من الأحوال لا يمكنه قطع شعرة معاوية مع الغرب. وفي نفس الوقت لا يمكنه رفض مغازلة الشرق. وهنا تكمن براعة التعاطي السياسي والدبلوماسي للدولة السودانية مع المعطيات المتناقضة تلك. وهذا هو اللعب بالبيضة والحجر في آن واحد. وهي فرصة للسودان ليكسب دون كسر بيضة الغرب بحجر الشرق.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الخميس ٢٠٢٤/٥/٢